ـ شيخ الإسلام بولوى مصطفى افندى :
كان شيخ الإسلام فى الدولة العثمانية ، وطلب الصدر الأعظم كوپرلى منه استصدار فتوى بقتل دلى حسين باشا لفشله فى فتح قلعة «قندة» فى جزيرة كريت فقال بولوى افندى : أأفتى يا سيدى الوزير بقتل دلى حسين باشا؟ ولو كنت أنت قائدا ضعيف الشأن مثله ومضيت إلى جزيرة كريت ووفقت إلى فتحها وثبت تقصير حسين باشا حينئذ لا أستطيع كذلك أن أفتى بقتله ، لأن الفتح والنصر من عند الله.
فقال الوزير كوپرلى : أنت لم تقطع برأى وقلت الله أعلم ، إنك صاحب سجادة الآن.
فقال بولوى أفندى : حبذا أن أعزل نفسى من التصدر للفتوى وخرج من مجلس كوپرلى فأرسل بعض الأشخاص فى أثره إلا أنه لم يعد ، ولم يصدّق بعدها على فتوى قط. وعند ما أسندت الفتيا إلى «أسيرى محمد أفندى» أصدر فى التو فتوى بقتل دلى حسين باشا فسجنوه فى قلعة «يدى قلة» وقتلوه فيها. ونفى بولوى أفندى إلى مصر وأسند إليه قضاء الجيزة ليعيش منه ، وقد أذاع علم الفقه فى القاهرة وأصبح جميع علماء القاهرة من زمرة الفقهاء. وكأنما كانت داره مدرسة وكان حاتمى الكرم يقدم الطعام مرتين لجميع تلامذته ، كما كان صالحا صاحب وقار.
ـ الشيخ عبد القادر افندى :
من بغداد وهو تقى ورع متضلع من شتى العلوم والفنون ، بينما كان كتخدا إبراهيم باشا واليا على مصر قرأ عليه بين شواغله الكثيرة صحيح مسلم والبخارى وتفسير ابن جرير الطبرى. وكان فى زمانه بحر المعارف بل النعمان الثانى ، وله أشعار بالفارسية والتركية تخلص فيها ب «قادرى».
ـ الشيخ عبد القادر المغربى :
وإن لم يكن واعظ منبر إلا أنه حينما كان يعظ تلاميذه فى الأزهر كان جميع تلامذته يفيدون كثيرا مما يقول ، إذ كان لكلامه عميق أثر فى النفوس.