فإذا كان ثمة من هجوم ، فإن باستطاعة هؤلاء أن يشاغلوا المهاجمين إلى أن يرسلوا إلى حلفائهم وجيرانهم من اليهود ليعينوهم مع باقي الرجال الذين ذهبوا لنجدتهم ، وإن لم يهاجمهم أحد ، فإنهم يكونون قد وفوا بالتزاماتهم ، ودفعوا عن جيرانهم ، ووفوا بعهودهم ، لو صح أنه كانت لهم معهم عهود!!
٧ ـ إن كلمة ب «حيفاء» قد صحفت فصارت «جنفا» ، كما سيأتي حينما قال النبي «صلىاللهعليهوآله» لبني فزارة عندما هددوه بالقتال إن لم يعطهم الغنائم : «موعدكم حيفا». حيث أراد «صلىاللهعليهوآله» أن يذكرهم بهذا النداء السماوي ، ليفهمهم أن الله تعالى هو الذي يدافع عنه ، أو يهيء له الأمور.
٨ ـ ثم إن النداء الذي سمعته غطفان ، قد عرّفهم : أن الله سبحانه يريد أن يظفّر نبيه الأكرم «صلىاللهعليهوآله» بيهود خيبر .. وقد كان هذا الأمر كافيا لهم ليعودوا إلى أنفسهم ، وليؤمنوا بالله ، وبرسوله ، وأن يتهافتوا لنصرة هذا الرسول العظيم على أعدائه وأعدائهم ..
ولكنهم لم يفعلوا ذلك ، بل استمروا على الكفر والجحود ، ولو وجدوا الفرصة لخرجوا إلى حرب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وإلى نصرة أعداء الله تعالى ..
وهذا هو الخذلان الإلهي ، والخيبة والخسران. نعوذ بالله من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.
٩ ـ وسيأتي : أن العرب وقريشا قد شاركوا اليهود في الحرب ضد الإسلام والمسلمين ..