حتى نزل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بساحتهم ليلا ، وكانوا حين بلغهم عزم النبي «صلىاللهعليهوآله» على المسير إليهم ، اختلفوا في خطة حربهم معه ، ولم يتحركوا تلك الليلة ، ولم يصح لهم ديك حتى طلعت الشمس ، فأصبحوا وأفئدتهم تخفق ، وفتحوا حصونهم غادين معهم المساحي ، والكرازين (١) والمكاتل ، فلما نظروا إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ولّوا هاربين إلى حصونهم (٢).
وروى الشافعي ، وابن إسحاق ، والشيخان من طرق ، عن أنس ، قال : سار رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلى خيبر ، فانتهى إليها ليلا ، وكان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إذا طرق قوما بليل لم يغر عليهم حتى يصبح ، فإذا سمع أذانا أمسك ، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم حتى يصبح.
فصلينا الصبح عند خيبر بغلس ، فلم نسمع أذانا ، فلما أصبح ركب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وركب معه المسلمون ، وأنا رديف أبي طلحة.
فأجرى نبي الله «صلىاللهعليهوآله» ، فانحسر عن فخذ رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فإني لأرى بياض فخذ رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وإن قدمي لتمس قدم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» (٣).
__________________
(١) الكرازين : الفؤوس.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١١٨ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٣ والإمتاع ص ٣١٠ وراجع : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٣٧ و ٦٤٢ و ٦٤٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٠٦.
(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١١٨ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٤٣.