وألم يعرف سبب نشوبها ، وهي الحرب التي انتهت إلى تلك النتائج الخطيرة والكبيرة على مستوى المنطقة بأسرها؟!
ثالثا : كيف لم يحذّر أحد من المسلمين محمود بن مسلمة من مغبة جلوسه في ذلك الموضع؟! أم يعقل أن يكون الجميع قد تركوه وحده ، وغادروا المكان؟!
رابعا : والغريب في الأمر : أنهم يذكرون عن النبي «صلىاللهعليهوآله» أنه قال لمحمد بن مسلمة ، حينما أخبره بقتل أخيه : إنه سوف يرسل رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ليأخذ له بثأر أخيه ، ثم أرسل عليا «عليهالسلام» (١).
فلماذا لم يرسل محمد بن مسلمة نفسه. مع أنهم يدّعون له مقاما فريدا في الفروسية والشجاعة ، حتى زعموا ـ كذبا وزورا ـ : أنه هو الذي قتل مرحبا؟!
بالإضافة إلى ما لا يجهله أحد من أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله الخ .. بعد فرار أبي بكر وعمر ، ولأجل تلافي ما حصل .. لا في مناسبة إخبار محمد بن مسلمة له «صلىاللهعليهوآله» بقتل أخيه محمود.
خامسا : والأغرب من ذلك ، والأعجب : أن يجيب «صلىاللهعليهوآله» ابن مسلمة على إخباره إياه بقتل أخيه ، بقوله : لا تمنوا لقاء العدو الخ .. فهل تراه يحذّر ابن مسلمة ، من أن يحدث نفسه بلقاء العدو الذي قتل أخاه للتو؟!
وهل هو يخشى أن يصيبه ما أصاب أخاه؟!
__________________
(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٥ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٣.