فها هو يقدم لهم خيارات تمنحهم الحياة ، وتعفيهم من العقوبة ، بل إن بعض تلك الخيارات يمنحهم حصانة ، وحقوقا ، تساويهم مع سائر من هم معه «صلىاللهعليهوآله» ..
إنه يقول لهم : إن أسلموا حقنوا دماءهم ، واحرزوا أموالهم ، ولهم ما للمسلمين ، وعليهم ما عليهم.
وإن لم يفعلوا ذلك .. فإنه أيضا لا ينظر إليهم نظرة العدو والمحارب ، بل هو يعطيهم فرصة أخرى للعيش بأمن وسلام ، وتكون أموالهم لهم ، ولهم ذمة المسلمين.
٢ ـ إن اقتلاع باب خيبر كان كافيا لإقناع اليهود بعدم جدوى الحرب ، وبأن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ووصيه ، وأولياءه مؤيدون من الله .. وكان كافيا لأن تستسلم قلوبهم لنداء الضمير والوجدان ، ويعلنوا إيمانهم وإسلامهم.
ولكن ذلك لم يكن ، بل عكسه هو الذي كان ، فقد حملوا على علي «عليهالسلام» مرة أخرى ..
فحمل عليهم وهزمهم ..
٣ ـ ثم رمى ذلك الباب من يده إلى مسافات بعيدة ، فكان ذلك يكفي رادعا آخر لهم عن غيهم ، ودافعا لهم ليثوبوا إلى رشدهم ، وليعلنوا إيمانهم. ولكن ذلك لم يحصل أيضا.
٤ ـ والأغرب من كل هذا وذاك : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يغيّر طريقة تعامله معهم ، بل بقي يعتمد سياسة الصفح ، والرفق والتخفيف. فهو بعد كل هذا العناد ، والتحدي والإصرار على مواصلة الحرب ، لم ينتقم