عن قرب ، ومن دون خوف أو رهبة من أحد ..
وأصبح بإمكان الكيان الإسلامي أن يرتب أوضاعه الداخلية ، وأن يعالج المشاكل التي يفرضها عليه ، أو يخلقها له أعداؤه الذين يعيشون في محيطه ، أو في المحيط القريب منه ، والشديد التأثير عليه ..
٤ ـ إن الإنجاز الذي حققه المسلمون في الحديبية قد أذكى فيهم الطموح ، وبعث فيهم ثقة بأنفسهم ، وأعطاهم حيوية ونشاطا غير عادي.
وبدا للكثيرين منهم أن رحلتهم إلى خيبر كانت رحلة الاستيلاء على المغانم ، والفوز بها.
وقد رسخ هذا الاعتقاد لدى الكثيرين منهم الوعد الإلهي بهذه المغانم ، فقد قال تعالى : (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ ..) (١).
حيث فسرت هذه الآية بما مكنهم الله تعالى منه في خيبر .. حسبما تقدم في أواخر الحديث عن صلح الحديبية ..
٥ ـ إن ما فعله المخلفون في قضية الحديبية كان شديد الخطورة في أكثر من اتجاه ، فعدا عن أنه يعبر عن ضعفهم الإيماني ، وعن حبهم للدنيا ، فإنه يجرئ الآخرين على ممارسة هذا الأسلوب في التعاطي مع أوامر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، الأمر الذي يمهد لاختلالات خطيرة ، ربما تؤثر على الكيان الإسلامي كله.
٦ ـ ثم إن النداء بحرمان هؤلاء ، وبتخصيص أولئك ، لابد أن يثير الشعور لدى أهل الحديبية بالعزة والكرامة ، ويقابله شعور آخر بالخزي
__________________
(١) الآية ٢٠ من سورة الفتح.