ويتطابق معه في الاعتبار ، والمحبّة التي تفضي إلى الولاية والإمامة هي التي تنسجم وتتناسب مع الرسالة ، وأما المحبّة العادية والفارغة من الولاية فلا شكّ أنها بعيدة عن مضمون الرسالة ، وبما أننا نعتقد بأن الله تعالى حكيم ويجازي الأعمال بمثلها وبما يناسبها من الجزاء ، وكذلك النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله حكيم أيضاً ولا يطلب إلّا الأجر المناسب أيضاً ، يكون المراد بلا شكّ من المحبّة مورد البحث هو الإمامة والولاية.
معطيات آية المودّة
ما ذا تعني المودّة المذكورة في الآية الشريفة بعنوان أجر الرسالة؟
وما ذا يفهم من حبُّ علي عليهالسلام وذريته الطاهرين عليهمالسلام؟
وفي مقام الجواب ينبغي القول أن المحبّة والمودّة على نحوين :
١ ـ المحبّة الكاذبة والزائفة.
٢ ـ المحبّة الحقيقية والواقعية.
ومن أجل توضيح المطلب بصورة جليّة ينبغي التوغل إلى أعماق النفس ونرى الدافع لمثل هذه المحبّة والمودّة.
فلما ذا نحبّ الإمام علي؟ هل لأجل أمواله ، أو لأجل كمالاته الإنسانية والمعنوية ، أو لأجل علمه ، أو لشجاعته ، أو لكرمه وتقواه ، أو لإيثاره وتضحيته ، أو لجهاده وحمايته النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، أو لأجل امور اخرى؟
إذا كنّا نحبّ الإمام علي لأجل القيم الأخلاقية والمثل الإنسانية التي كان يعتقد بها ، فهل نشعر في أنفسنا باشعاعة من تلك القيم الرفيعة؟ فإن لم نشعر بذلك فمثل هذه المحبّة والمودّة كاذبة وزائفة ، وإن كانت فينا بارقة من هذه القيم والمُثل الإنسانية فإنّ المودّة هنا تكون حقيقية وواقعية.
ينبغي أن نمتحن أنفسنا بهذا المعيار والملاك ونتحرك نحو تشخيص نوع المحبّة والمودّة فينا نحو الإمام علي بهذا المقياس لكي لا نعيش التوهم الزائف وندّعي كذباً حبُّ علي بن أبي طالب ، ولو كنّا نعيش مثل هذه المحبّة الزائفة فعلينا تغييرها والسعي نحو التحلّي بالمحبّة من