٢ ـ يقول الصنعاني أحد علماء الوهابية أيضاً :
من توسّل بمخلوق فقد أشرك مع الله غيره واعتقد ما لا يحلّ اعتقاده. (١)
٣ ـ ويقول ابن تيمية المؤسس الحقيقي للفكر الوهابي :
من توسّل بعظيم عند الله ... فهذا من أفعال الكفّار والمشركين. (٢)
والخلاصة هي أن من يعتقد بمذهب الوهابية يرى أن أي نوع من التوسل هو شرك بالله تعالى وأن المتوسل منحرف عن الإسلام الحقيقي ، ولذلك يتحركون في مكّة والمدينة بذريعة «الشرك» و «البدعة» من موقع إلحاق الأذى وإيجاد المشاكل لحجاج بيت الله الحرام وزوار المدينة المنوّرة.
مقام التوحيد ومكانته السامية
ولأجل بيان هذه الحقيقة وهي أن التوسل لا يتنافى إطلاقاً مع التوحيد نرى من اللازم في البداية توضيح معنى التوحيد وبيان مقامه السامي في دائرة المعتقدات الإسلامية ، وباعتقادنا أن التوحيد هو أصل وأساس الدين ويلعب دوراً أساسياً في جميع الامور المتعلّقة بالدين والسلوك الديني ، إنّ الله تعالى واحد ، وجميع الأنبياء دعوا أقوامهم إلى شيء واحد ، وأن جميع الناس سوف يبعثون بعد الموت ، وأن الكعبة هي قبلة المسلمين ، والقرآن لدى جميع المسلمين واحد ، والخلاصة أن التوحيد يمثل الأصل والأساس لجميع اصول الدين وفروعه ، ولهذا فإنّ التوحيد ليس أصلاً من اصول الدين فقط بل يستوعب جميع اصول الدين وفروعه ، والتوحيد بمثابة خيط المسبحة الذي يربط جميع حباتها بحيث لو لا التوحيد لا يبقى للدين من معنى كما أنه لو لا خيط المسبحة لا يبقى معنى لوجود المسبحة ، وبالالتفات إلى هذا المعنى للتوحيد ومكانته العليا بين العقائد والمفاهيم الإسلامية فإننا نعتقد بأن كلّ أمر يتنافى مع التوحيد فهو مرفوض ومردود.
__________________
(١) تطهير الاعتقاد نقلاً من كشف الارتياب : ص ٣٠١.
(٢) كشف الارتياب : ص ٣٠٢.