يتصدّى للنهي عنها فلا ينبغي أن يكون حاله كحال بقية الناس ، ففي ذلك تكمن الفضيحة والمشاركة في الإثم ، بل يجب عليه ترك هذا المجلس وأن يتقبّل جميع أشكال اللوم والذمّ من الحاضرين من طيب خاطر وفي سبيل الله.
إنّ الشيعي الصادق لأمير المؤمنين عليهالسلام لا ينبغي له أن يخاف ويستوحش من الوحدة في مسير الحقّ وفي حركته في خطّ الإمام علي ، لأنه عليهالسلام يقول :
«لا تَسْتَوْحِشُوا فِي طَريقِ الْهُدى لِقِلَّةِ اهْلِهِ» (١).
والخلاصة أن مقام «أوّل المؤمنين» يحتاج إلى شجاعة أكثر ومعرفة أوسع وقدرة نفسيّة على تحطيم القيود والتقاليد السائدة في المجتمع المتخلّف وهذه امور قد اجتمعت في الإمام علي عليهالسلام.
إنّ سحرة فرعون بإيمانهم بالنبي موسى ونيلهم لمرتبة أوّل المؤمنين به فإنهم ليس فقط تخلّصوا من أجواء الظلم والكفر والشرك بل أصبحوا في صفّ الشهداء ، أجل فإنهم في صباح ذلك اليوم كانوا في صفّ الفراعنة وأنصار فرعون وفي تلك الليلة أمسوا في صفّ الشهداء (٢) لأن فرعون جسّد تهديده بقتلهم وصلبهم فكان أن استشهدوا جميعاً في تلك الليلة.
ومن الجدير بالذكر أن إيمان الأشخاص في المراحل البعدية يعدّ ثمرة لإيمان الأوائل ، ولهذا فإنّ القسم الأعظم من أصحاب وأتباع النبي موسى قد أمنوا به بسبب إيمان وشهادة هؤلاء السحرة ، وهذه إحدى الآثار الكثيرة لدماء الشهداء.
توصية الآية
معرفة الفضائل مقدّمة للعمل!
عند ما نتحدّث عن فضائل الإمام علي عليهالسلام أو سائر أئمّة أهل البيت عليهمالسلام فلا ينبغي أن
__________________
(١) نهج البلاغة : الخطبة ٢٠١.
(٢) يقول العلّامة الطبرسي في مجمع البيان ج ٣ ، ص ٤٦٤ : «كانوا أوّل النهار كفّاراً سحرة ، وآخر النهار شهداء بررة».