الإشكال الخامس : لما ذا تعود الضمائر في الآية إلى الجمع؟
وكما تقدّم في الآية الشريفة أنها تقرر الولاية لثلاث طوائف ، وفي الثالثة تعود الضمائر في الأفعال واسم الموصول إلى الجمع كما في قوله :
١ ـ الَّذين ٢ ـ آمنوا ٣ ـ الّذين ٤ ـ يقيمون ٥ ـ يؤتون ٦ ـ هم ٧ ـ راكعون.
فالكلمات السبعة المذكورة في الآية تتناسب مع الجمع ، ومعنى هذه الكلمات هي أن هناك أشخاصاً متعددين قد تصدّقوا على الفقير في حال الركوع في حين أن جميع الروايات تذكر الإمام عليّ عليهالسلام فقط كمصداق للآية الشريفة حيث تصدّق بخاتمه على الفقير في حال الركوع وبالالتفات إلى هذا المطلب فهل هناك روايات اخرى وردت في شأن نزول الآية الشريفة تتناغم مع أجواء الآية؟ ومن الواضح أنه لو كان هناك اختلاف وتباين بين الآية الشريفة والروايات التي تتحدّث في شأن نزولها فلا بدّ من الإعراض عن الرواية أو الروايات والعمل بمضمون الآية الشريفة. إذن فالتعارض المذكور بين الآية الشريفة والروايات المذكورة يتسبب في عدم اعتبار هذه الروايات.
الجواب : إنّ العلماء والمفسّرين من أهل السنّة قد أجابوا على هذا الإشكال فالفخر الرازي يقول في الجواب على هذا السؤال :
«إنّ الجمع يطلق أحياناً على المفرد للاحترام وعلى سبيل التعظيم والآية مورد البحث من هذا القبيل» (١).
ويذكر الآلوسي في روح المعاني جواباً آخر ويقول :
«قد يستعمل الجمع في المفرد لبيان عظمة الشخص تارة ، ولبيان عظمة العمل اخرى ، وهذا مشهور في لغة العرب ولكن بما أن هذا الاستعمال على سبيل المجاز فيحتاج إلى قرينة» (٢).
وأمّا جوابنا على هذا السؤال فهو :
أوّلاً : أنه كما رأينا أن استعمال صيغة الجمع بدل المفرد قد يكون متداولاً لبيان احترام
__________________
(١) التفسير الكبير : ج ١٢ ، ص ٢٨.
(٢) روح المعاني : ج ٦ ، ص ١٦٧.