النصيحة بل يزدادون عناداً وغروراً وتعصّباً ويصرّون على أعمالهم الدنيئة من موقع العناد والتكبّر ، ومن الواضح أن مصير هؤلاء الأشخاص لا يكون سوى جهنم.
والخلاصة أن القرآن الكريم يصوّر لنا في هذه الآيات الثلاث عناد أعداء الإسلام وسلوكياتهم المنحرفة ، وعند ما نضع هذه الآيات إلى جانب آية ليلة المبيت فلا بدّ أن يتحول الكلام إلى استعراض أحبّ الأشخاص إلى الله وأكثرهم إيماناً وانشداداً للإسلام والمسلمين ، وعليه فإنّ الإمام علي الذي نزلت في حقّة آية ليلة المبيت وقدّم نفسه على طبق الإخلاص فداءً للنبي هو أحبّ الأشخاص إلى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وبلا شكّ إنّ علاقة النبي صلىاللهعليهوآله بالأشخاص لا تكون إلّا على أساس إيمانهم وحبّهم لله تعالى لا على أساس العواطف الساذجة والميول الدنيوية.
ارتباط آية ليلة المبيت بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام
سؤال : ما هي علاقة الآية الشريفة «ليلة المبيت» مع إمامة وخلافة أمير المؤمنين عليهالسلام بعنوانه أوّل خليفة بعد رسول الله وإمام المسلمين؟ وبعبارة اخرى إنه على فرض قبول أهل السنّة بأن الآية أعلاه نزلت في شأن علي بن أبي طالب ، ولكن كيف يمكن إثبات أن هذه الآية تدلُّ على خلافة وإمامة أمير المؤمنين عليهالسلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله مباشرة؟
الجواب : رأينا في الأبحاث المتقدّمة أن الإمام علي عليهالسلام يعتبر أشجع المسلمين وأكثرهم تضحية وإيثاراً وأخلصهم لله تعالى ، ومن جهة اخرى نعلم أن إمام المسلمين وخليفة رسول الله يجب أن يكون أعلم الناس وأشجعهم وأكثرهم إيماناً وإيثاراً ، وعلى هذا الأساس فإنه إذا كانت مسألة الإمامة والخلافة انتصابية ، أي أن الله تعالى هو الذي ينصب الخليفة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله فإنه مع وجود الإمام علي عليهالسلام الذي يحوز على الشرائط المذكورة للإمامة ، فلا معنى لأن يختار الله شخصاً آخر غيره ويعمل على خلاف مقتضيات الحكمة الإلهية ، وإذا كانت هذه المسألة انتخابية (كما يعتقد الاخوة من أهل السنّة) فإنّ مقتضى العقل هو أن لا يختار المسلمون شخصاً آخر غير من تتوفر فيه هذه الصفات ، وعليه فإنّ انتخاب غير الإمام علي عليهالسلام يكون على خلاف مقتضيات العقل والشرع.