٩ ـ الآلوسي في روح المعاني (١).
١٠ ـ القندوزي في ينابيع المودّة (٢).
ومع الالتفات إلى كثرة هذه الروايات الواردة في شأن الإمام علي عليهالسلام في ذيل الآية الشريفة فهل يعقل أن الله تعالى يختار شخصاً آخر للخلافة مع وجود الإمام علي عليهالسلام وفضائله الكثيرة؟
تفسير السابقين على لسان النبي صلىاللهعليهوآله
وقد ورد في الحديث النبوي الشريف أن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله قال :
«السّابِقُونَ إلى ظِلِّ الْعَرْشِ طُوبى لَهُمْ».
قيلَ : يا رَسُولُ اللهِ وَمَنْ هُمْ؟ قال :
١ ـ «الَّذِينَ يَقْبَلُونَ الْحَقَّ إذَا سَمِعُوهُ»
إنّ السابقين يتّصفون بأنهم يذعنون للحقّ أياً كان ومن أي شخص سمعوه حتّى لو كان من عدو أو صبي صغير فلا يجدون في أنفسهم حرجاً ولا تعصباً أو تكبّراً على الحقّ ، فعند ما يدرك الإنسان خطأه وتتضّح له آفاق الحقيقة فيجب عليه أن يتحرك من موقع الشجاعة والشهامة ويعترف بخطئه ويقبل بالحقّ وليعلم أن ضرر الاعتراف بالخطإ أقلُّ بكثير من ضرر العناد والإصرار على الخطأ وعدم الاعتراف به.
٢ ـ «وَيَبْذَلُونَهُ إذا سَألُوهُ»
فلا يحقُّ للسابقين كتمان الحقّ ، لأن كتمان الحقّ من الذنوب الكبيرة ، ولذلك لا يقولون أننا قد نتعرض للضرر من قول الحقّ أو قد يتألم والدنا أو والدتنا أو زوجتنا أو صديقنا وجارنا من قول الحقّ ، فهم يعلمون أن الواجب يحتم عليهم أن يشهدوا بما يعلمون أنه الحقّ والصواب كما ذكر الله تعالى ذلك في الآية الشريفة ٢٨٣ من سورة البقرة وقال :
(وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)
__________________
(١) روح المعاني : ج ٢٧ ، ص ١١٤ نقلاً عن احقاق الحقّ : ج ٣ ، ص ١١٨.
(٢) ينابيع المودّة : ص ٦٠ نقلاً عن احقاق الحقّ : ج ٣ ، ص ١١٨.