يعترف فيها بالجرائم التي ارتكبت في زمن معاوية وكذلك في فضائل الإمام علي عليهالسلام ويقول :
مُعاوِيَةُ الْحالَ لا تَجْهَل |
|
وَعَنْ سُبُلِ الْحَق لا تَعْدِل |
وَكِدْتُ لَهُمْ انْ اقامُوا الرّماحَ |
|
عَلَيْهَا الْمَصاحِفَ فِي الْقَسْطَل |
نَسيتَ مُحاوَرَةَ الْاشعَري |
|
وَنَحْنُ عَلى دُومَةِ الْجَنْدَل؟ |
خَلَعْتُ الْخِلافَةَ مِنْ حَيْدَرٍ |
|
كَخَلْعِ النَّعالِ مِنْ الْارْجُل |
وألبستها فيك بعد الأياس |
|
كلبس الخواتيم بالأنمل |
وكم قد سمعنا من الْمُصْطَفى |
|
وَصَايَا مُخَصَّصَةً فِي عَلِيٍّ؟ |
وَفِي يَوْمِ خُمٍّ رَقى مِنْبراً |
|
يُبَلّغُ والرَّكْبُ لَمْ يَرْجُل |
وَفِي كَفِّهِ كَفِّهِ مُعْلِناً |
|
يُنادِي بِامْرِ الْعَزيزِ الْعَلِيّ |
وَقالَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلىً لَهُ |
|
فَهَذا لَهُ الْيَوْمَ نِعْمَ الْوَلِيّ |
وَانّا وَما كَانَ مِنْ فِعْلِنا |
|
لَفِي النّارِ فِي الدَّرْكِ الْاسْفَلِ (١) |
٢ ـ مفهوم العمل الصالح في القرآن
إنّ العمل الصالح في نظر الإسلام في دائرة المفاهيم القرآنية أمر مهم جدّاً بحيث إنّ سبعين آية من آيات القرآن الكريم بحثت هذا المعنى والمفهوم ، والعمل الصالح له مفهوم واسع وشامل لكلِّ عمل يصبُّ في دائرة رضا الله تعالى ، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف ما يوضح سعة دائرة هذا المفهوم للعمل الصالح :
الايمَانُ بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ (سِتُّونَ خ ل) شُعْبَةً أَعْلاها شَهادَةُ انْ لا الهَ الَّا اللهُ وادْناها اماطَةُ الْأذى عَنِ الطَّريقِ (٢).
__________________
إلّا أن عمرو بن العاص أبى ذلك ، فأرسل إليه معاوية كتاباً يوبّخه فيه فاضطر عمرو إلى إرسال بعض خراج مصر إلى معاوية ، ولكنه لما رأى أن معاوية قد نسى خدماته الجليلة له وإنقاذه لحكومة الشام في ظروف صعبة ومواقف حرجة ، كتب إلى معاوية هذه القصيدة ، وعند ما قرأها معاوية فكأنه ندم على ما صدر منه تجاه عمرو بن العاص وأمر بأن يترك لحاله ولا يؤخذ من خراج مصر شيئاً.
(١) الغدير : ج ٢ ، ص ١١٤.
(٢) عوالي اللئالي : ج ١ ، ص ٤٣١ والرواية المذكورة وردت في صحيح مسلم مع اختلاف يسير ، في كتاب