يقترب من أي منهما بأنّه هل تناول صمغ «المغافير» (١) وفعلاً سألت حفصة الرسول صلىاللهعليهوآله هذا السؤال يوماً وردّ الرسول بأنّه لم يتناول صمغ «المغافير» ولكنه تناول عسلاً عند زينب بنت جحش ، ولهذا أقسم بأنّه سوف لن يتناول ذلك العسل مرّة اخرى ، (خوفاً من أن تكون زنابير العسل هذا قد تغذّت على شجر صمغ «المغافير») وحذّرها أن تنقل ذلك إلى أحد (لكي لا يشيع بين الناس أنّ الرسول قد حرّم على نفسه طعاماً حلالاً فيقتدون بالرسول ويحرّمونه أو ما يشبهه على أنفسهم ، أو خوفاً من أن تسمع زينب وينكسر قلبها وتتألّم لذلك).
لكنها أفشت السرّ فتبيّن أخيراً أنّ القصة كانت مدروسة ومعدّة فتألّم الرسول صلىاللهعليهوآله لذلك كثيراً فنزلت عليه الآيات السابقة لتوضّح الأمر وتنهى من أن يتكرر ذلك مرة اخرى في بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢).
وجاء في بعض الروايات أنّ الرسول ابتعد عن زوجاته لمدّة شهر بعد هذا الحادث (٣) ، انتشرت على أثرها شائعة أنّ الرسول عازم على طلاق زوجاته ، الأمر الذي أدّى إلى كثرة المخاوف بينهنّ (٤) وندمن بعدها على فعلتهن.
الشرح والتفسير :
أصحاب وأنصار النبي صلىاللهعليهوآله
نرى من اللازم في تفسير الآية مورد البحث إلقاء نظرة إجمالية على الآيات السابقة لها لتوضيح المراد منها.
بلا شك أن شخصية كبيرة مثل شخصية النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله لا تتعلق بذاته وشخصه
__________________
(١) «مغافير» صمغ يؤخذ من أشجار الحجاز باسم «عرفط» له رائحة كريهة.
(٢) أصل هذا الحديث مذكور في صحيح البخاري : ج ٦ ، ص ١٩٤ ، والتوضيحات المذكورة بين الأقواس مقتبسة من مصادر اخرى (انظر التفسير الامثل : ج ١٨ ، ص ٤٤٠).
(٣) تفسير القرطبي : ذيل الآيات مورد البحث.
(٤) تفسير (في ظلال القرآن) : ج ٨ ، ص ١٦٣.