الطريق الثاني : تفسير الآية بملاحظة الروايات الشريفة
وهناك روايات عديدة ناظرة إلى بيان المراد من هذه الآية الشريفة حيث نشير هنا إلى خمسة نماذج منها ، ثلاثة منها من مصادر وكتب أهل السنّة ورواية واحدة من مصادر الشيعة ، أما الرواية الخامسة فمذكورة في كتب الفريقين.
١ ـ يقول ابن عبّاس الراوي والمفسّر المعروف :
لَمّا نَزَلَتْ (أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ ، فَقالَ : أَنَا الْمُنْذِرُ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ عَلَى مِنْكَبِ عَلِيٍّ ، فَقالَ : أَنْتَ الْهادِي يا عَلِيّ ، بِكَ يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ مِنْ بَعْدِي (١).
هذه الرواية الشريفة مذكورة في مصادر أهل السنّة وهي صريحة على أن المقصود ب «الهادي» هو علي ابن أبي طالب عليهالسلام.
٢ ـ وجاء في كتاب «شواهد التنزيل» (٢) و «الدرّ المنثور» عن أبي برزة الأسلمي أنه قال :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآله يَقُولُ : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) وَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدْرِ نَفْسِهِ ، ثُمَّ وَضَعَها عَلى صَدْرِ عَلِيٍّ وَيَقُولُ (لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)(٣)
وهذه الرواية أيضاً مذكورة في كتابين من الكتب المعتبرة لدى أهل السنّة ، وقد رواها شخص آخر غير ابن عبّاس ونجد أنها تصرّح بأن «الهادي» هو علي بن أبي طالب عليهالسلام.
٣ ـ وجاء في كتاب «مستدرك الصحيحين» المعروف لدى علماء أهل السنّة ، رواية في تفسير الآية المذكورة عن الإمام علي عليهالسلام نفسه :
عَنْ عَلِيٍّ : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) قالَ عَلِيُّ : رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله الْمُنْذِر وَأَنَا الْهادِي (٤).
وطبقاً لهذه الرواية المذكورة في كتاب آخر من كتب ومصادر أهل السنّة المعروفة أن الإمام علي عليهالسلام هو الهادي.
__________________
(١) الدرّ المنثور : ج ٤ ، ص ٤٥.
(٢) شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٢٩٨.
(٣) الدرّ المنثور : ج ٤ ، ص ٤٥.
(٤) مستدرك الصحيحين : ج ٣ ، ص ١٢٩.