امّا ما ذكر في هذا الحديث «على ساق العرش مكتوباً» فيدلُّ على أهمية هذه المسألة بحيث أنها كتبت على ساق العرش الإلهي وذكرت إلى جانب اسم الله تعالى واسم رسوله اسم علي ابن أبي طالب أيضاً ، وهذا يدلُّ على أن الإمام علي عليهالسلام هو المصداق البارز والفرد الكامل لعنوان الناصر ، وبديهي أن الله تعالى إذا أراد أن يختار خليفة لرسوله الكريم فإنه يختار من بين المسلمين الأفضل والأكمل منهم لهذا المقام ، وإذا أراد المسلمون أن يختاروا شخصاً لهذا المقام فإنّ العقل يحكم بضرورة اختيار مثل هذا الشخص.
توصية الآية
الدفاع عن الإسلام بكلّ القوى
رأينا في الآيات الشريفة المذكورة آنفاً دور الإمام علي عليهالسلام وأهميته الكبيرة في نصرة النبي الكريم صلىاللهعليهوآله وحماية الرسالة السماوية ، إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قد حصل على هذا المقام في ظلّ تحركه الدائب وسعيه المستمر في الدفاع عن قائد المسلمين في أحلك الظروف وأشد الأزمات ، وعند ما كان الإسلام على شرف الانهيار والسقوط فإنّ الإمام علي عليهالسلام كان يبذل كلّ ما اوتي من قوّة للدفاع عن هذا الدين الإلهي ، مثلاً في حرب احد حيث انهزم جميع المسلمين وتركوا النبي صلىاللهعليهوآله لوحده في ميدان القتال نجد أن الإمام علي عليهالسلام استمر في قتال الأعداء ومناجزتهم ولم يكن له علم بحال النبي صلىاللهعليهوآله ولكنه كان يعلم أن النبي ما زال في الميدان وأنه ليس بالإنسان الذي يفر من قتال العدو ، ولهذا ففي حين أنه كان مشغولاً في قتال الأعداء كان يبحث عن النبي صلىاللهعليهوآله في الميدان فرآه في أحد الجوانب وقد كسرت ثنيته المباركة وسال الدم من فمه وجبهته ، فما كان من الإمام علي عليهالسلام إلّا أن أخذ يدور حوله ويذبّ الأعداء عنه حتّى تحمّل جراحاً بليغة في سبيل الدفاع عن النبي صلىاللهعليهوآله (١) ، وعلى الشيعة أيضاً أن يبذلوا كلّ شيء من نفس ومال وأخلاق وحُسن معاشرة ومحبّة وعلم وجميع القابليات والإمكانات التي لديهم في سبيل الدفاع عن الإسلام لكي يردوا يوم القيامة مرفوعي الرأس ولا يردون عرصات المحشر في حالة الخجل من النبي صلىاللهعليهوآله والإمام علي عليهالسلام.
__________________
(١) نور الأبصار : ص ٩٦ ـ ٩٧.