درجة من الشدّة بحيث إن من يذكر فضيلة واحدة لأهل البيت كان يتعرض للعقاب الشديد بل لو أنّ أحداً سمّى ابنه عليّاً كان يتعرض للعقاب أيضاً.
ومع هذه الظروف الصعبة فعند ما تصل إلينا أربعين رواية فيمكن أن نحدس أنّ أضعاف هذا المقدار قد تلف في طيّات التاريخ.
والنتيجة هي أنه مع الأخذ بنظر الاعتبار كثرة الروايات التي تصل إلى حدّ التواتر وقد أوردنا بعضها بالتفصيل فلا يبقى شكّ أن الآية الشريفة (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) نزلت في شأن أمير المؤمنين وأنه عليهالسلام هو الولي بعد الله ورسوله.
شبهات واشكالات
وعلى الرغم من وضوح دلالة الآية الشريفة على ولاية أمير المؤمنين فإنّ بعض العلماء قد ذكر بعض الشبهات والإشكالات حول دلالة هذه الآية ، وفي الواقع فإنّ الكثير من هذه الإشكالات ليست سوى ذرائع وحجج واهية (١).
وعلى سبيل المثال :
الإشكال الأوّل : كلمة إنّما لا تدلّ على الحصر
رأينا في عملية الاستدلال بالآية أعلاه أنها تقوم على ثلاث دعائم : أحدها أن كلمة «إنّما» في الآية الشريفة تدلّ على الحصر وأنّها تحصر الولاية بثلاث موارد ، وعليه فإنّ الولاية مورد البحث لا تثبت لغيرهم.
__________________
(١) طبعاً لا شك في أن السؤال نافذة للعلم ومفتاح حلّ المشكلات والمجهولات ، ولذا ورد الحث عليه في القرآن الكريم بصورة مطلقة ، حيث يقول تعالى في الآية ٤٣ من سورة النحل ، وكذلك في الآية ٧ من سورة الأنبياء : «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»
هذه الآية الشريفة مطلقة من كلّ جهة ، فكلّ من لديه سؤال يمكنه أن يسأل أهل العلم والخبرة ، وقد ورد في هذا المورد روايات عديدة ، ولكن المهم هو أن يكون السؤال بقصد التوصل إلى الحقيقة لا بدافع من العناد والتعصّب كما في الكثير من أسئلة علماء أهل السنّة حول آية الولاية.