الطريق الثاني : تفسير الآية الشريفة بالاستعانة بالروايات الواردة بشأن النزول وكذلك آراء ونظريات المفسّرين وعلماء الإسلام.
الطريق الأوّل : تفسير الآية بدون الاستعانة بالقرائن الخارجية
نتساءل مع أيّ حادثة من الحوادث التاريخية في زمن النزول يمكن تطبيق هذه الآية الشريفة؟
وفي مقام هذا الجواب على هذا السؤال فالفخر الرازي له رأيان والمرحوم الطبرسي ذكر رأياً ثالثاً ، ونحن بالتوكل على الله تعالى وبالاستعانة بالعقل والمنطق والابتعاد عن التعصّب ولغة الاحساسات والابتعاد عن كلّ ما يخلّ بوحدة المسلمين نبحث هذه الآراء والنظريات الثلاث بدقّة :
النظرية الاولى : وهي إحدى النظريات التي ذكرها الفخر الرازي في تفسيره للآية الشريفة ، وهي أنّ كلمة «اليوم» الواردة في هذه الآية لم ترد بمعناها الحقيقي بل وردت بالمعنى المجازي ، أي أنّ كلمة «اليوم» هنا تعني «المرحلة» أو البرهة من الزمان لا مقطع خاص منه بما يحكي عن ليلة ونهار واحد.
وطبقاً لهذه النظرية فإنّ اليوم هنا لا يقصد به يوم معين أو حادثة خاصّة بل يشير إلى بداية مرحلة تحكي عن عظمة الإسلام ويأس الأعداء والكفّار من تحقيق النصر على هذه الدعوة السماوية ، لا سيّما وأن هذا الاستعمال المجازي لكلمة «اليوم» هو استعمال متداول بين الناس كما يقال مثلاً «كنت بالأمس شاباً واليوم أصبحت شيخاً» أي أنني كنت في مرحلة سابقة من عمري شاباً وفي هذا الزمان أصبحت شيخاً ، فلا تعني كلمة اليوم أو الأمس يوماً معيناً من الأيّام الزمانية.
ولكن الجواب على هذه النظرية واضح لأنّ المعنى المجازي يحتاج إلى قرينة لصرف الاستعمال عن المعنى الحقيقي ، فما هي هذه القرينة الواضحة التي استند عليها الفخر الرازي للقول بالمعنى المجازي؟
النظرية الثانية : أن المراد بكلمة اليوم في الآية الشريفة هو المعنى الحقيقي ، أي هو يوم