التوسل بالعظماء والأولياء بعد وفاتهم
إنّ الوهابيين يفتقدون إلى الجواب المنطقي في مقابل هذه الآيات القرآنية والبراهين العقلية ولذلك اضطروا إلى تعديل مواقفهم من مسألة التوسل وأجازوا التوسل بالنبي في حياته ومنعوه بعد وفاته.
إنّ هؤلاء لم يلتفتوا إلى لوازم هذا الرأي ، لأن ذلك يعني أن الشرك وفقاً لهذه العقيدة مباح في حياة النبي ولكنه حرام بعد وفاته ، وبعبارة اخرى أن لازم ذلك أن يكون الشرك على نحوين : ١ ـ الشرك المباح ، ٢ ـ الشرك المحرّم والممنوع.
فهل سمعتم عالماً ينطق بمثل هذا الكلام؟
هل سمعتم أحد المسلمين يقول بأن الشرك مباح في بعض الأحيان؟
إنّ بطلان الشرك بمثابة قانون عقلي كلّي لا يقبل الاستثناء ، ولكنّ الوهابيين هم طائفة متخلّفة فكرياً وعلمياً دون سائر المذاهب الإسلامية حيث لا يمكن قياسهم بعلماء دمشق ولا بعلماء الأزهر ولا بعلماء الشيعة وفضلاء الحوزات العلمية.
مضافاً إلى ذلك نقول : كيف اختلف الحال بين وجود النبي على قيد الحياة وبعد الوفاة؟
فرغم أن بدن النبي قد مات ودفن في التراب ولكن بدون شكّ أن روحه بعد خروجها من البدن الشريف ستكون أقوى على مستوى التأثير والإدراك.
والقرآن الكريم يقرر الحياة البرزخية للشهداء ويقول في الآية ١٦٩ من سورة آل عمران :
(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
فعند ما يكون الشهداء أحياء بعد موتهم ويتناولون الطعام عند ربّهم كما تقول الآية التي بعدها أنهم يشهدون أعمال أحبتهم ورفقاءهم في هذه الحياة الدنيا ، فهل أن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله الذي يتمتع بمقام أسمى بكثير من مقام الشهداء لا تكون له حياة برزخية؟
بلا شكّ أن النبي يعيش الحياة البرزخية في أعلى المستويات ، ولذلك نرى أن المسلمين في ختام كلِّ صلاة يسلمون عليه ويقولون :
«السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ».