«فَيُطَهِّرُ اللهُ بِهَا قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَسَدِ». (١)
إنّ الحسد يُعد أحد الرذائل الأخلاقية التي يبتلى بها البشر في حركة الحياة الدنيا ، فأحياناً يمتلك الإنسان جميع النعم الدنيوية والإمكانات المعيشية في هذه الحياة ولكنه مع ذلك لا يتحمل أن يرى الآخرين يمتلكون أيضاً مثل هذه الإمكانات والنعم ويعيشون براحة وسعادة ، فالحسد بمثابة السجن الذي يسلب من الحاسد طعم الراحة والاستقرار ويورده في وادي الضلالة والشقاء ، وعلى أيّة حال فإنّ أحد المعطيات المهمّة للشراب الطهور هي إزالة هذه الرذيلة من واقع الإنسان وتطهير قلبه من هذه الصفة الأخلاقية الذميمة.
سؤال : إنّ الآيات الشريفة محل البحث قد ذكرت نِعم ومواهب مختلفة وتطرّقت إلى ذكر التفاصيل والجزئيات لبعض هذه النِّعم بصورة دقيقة ولكنّها لم تذكر أحد النِّعم المهمّة التي طالما ذكرها القرآن الكريم لأهل الجنّة ، وهي النعمة التي تخطر على بال كلّ إنسان ، أي نعمة «حور العين» فلا نجد كلاماً حول هذه النعمة المهمة في هذه الآيات الشريفة ، فما هو السبب في ذلك؟
الجواب : يرى بعض المفسّرين (٢) أنّ الآيات الشريفة أعلاه نزلت لتتحدث عن فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، ولم يذكر الله تعالى نعمة «حور العين» فيها احتراماً لفاطمة الزهراء ، وهذا شاهد آخر في شأن نزول هذه الآيات وأنها نزلت في الإمام علي عليهالسلام وأهل بيته ، وإلّا فلا مبرر لعدم ذكر الحور العين في عداد النعم والمواهب الإلهية في الجنّة.
والخلاصة أنّ هذه النِّعم الاثني عشر الواردة ضمن أربعة عشر آية من هذه السورة خاصة ب «الأبرار» الذين يقف على رأسهم الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام.
شبهات وردود
ومع الأسف فإنّ البعض طرح في ذيل هذه الآيات المتعلّقة بفضائل أهل البيت عليهمالسلام
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٨ ، ص ١٥٧.
(٢) روح المعاني : ج ٢٩ ، ص ١٥٨.