الجواب : إنّ هذا الرأي بعيد عن الصواب ومجانب للواقع ، لأن الشواهد التاريخية تدلُّ على أن أبا ذرّ الغفاري لم يتعرض لحادثة مهمة تهدد حياته بالخطر في عصر النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وعليه لا يمكن التصديق بأن هذه الآية الشريفة نازلة في حقّه رغم أن شخصية أبي ذرّ وخدماته العظيمة وخاصّة بعد رحلة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وفي عصر السكوت والإرهاب لا غبار عليها ولا يمكن إنكارها.
٣ ـ إنّ الآية الشريفة تتعلّق بجميع المهاجرين والأنصار
وذهب البعض إلى أن آية ليلة المبيت تتعلّق بجميع المهاجرين والأنصار (١) ، أي أن جميع المسلمين في زمان النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وحين نزول هذه الآية كانوا مشمولين لمضمونها ، وعليه فإنّ الآية محل البحث لا تختص بالإمام علي ابن أبي طالب عليهالسلام (٢).
الجواب : إنّ بطلان هذا الكلام من أوضح الواضحات لأن الآية الشريفة تصرّح بأن هذا الافتخار والكرامة يختصّ ببعض المسلمين وغير شاملة لجميع أفراد المجتمع الإسلامي ، وعليه لا يمكن ادعاء أن جميع المهاجرين والأنصار مشمولين لآية ليلة المبيت.
٤ ـ هل يعلم الإمام علي عليهالسلام بموته أو حياته؟
سؤال : هل إنّ الإمام علي عليهالسلام كان عالماً بعاقبة هذا العمل؟ وهل إنه كان يعلم بأنه سوف ينجو من هذا الخطر الكبير ويبقى حيّاً بعد هذه الواقعة أم لا؟
إذا كان يعلم أن المشركين لا يتمكنون من قتله وانه سيبقى على قيد الحياة فإن مبيته في فراش النبي لا يمثّل قيمة وافتخار كبير ، وإن لم يكن يعلم فسيكون لهذا العمل قيمة كبيرة ولكنّ الإشكال يردُ من جهة اخرى ، وهو أن الأئمّة يعلمون الغيب فكيف لم يعلم الإمام علي عليهالسلام بعاقبة هذا العمل؟
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١ ، ص ٣٠١.
(٢) مجمع البيان : ج ١ ، ص ٣٠١.