الأساس فطبقاً لما ورد في الآية ٤١ من سورة المائدة أن خوف النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يكن من خارج دائرة المسلمين بل كان خوفه يتمثل في الأفراد الذين دخلوا الإسلام.
وعلى هذا الأساس فإنّ تفسير الآية باليهود والنصارى لا يكون منسجماً مع أجواء الآية ، وكذلك سائر التفاسير الاخرى التي أوردها البعض سوى القول بأن المقصود هو خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام ، وعليه فإنّ الآية الشريفة محل البحث تمثّل جواباً قاطعاً ومستدلّاً ومتيناً على جميع الأشخاص الذين أنكروا إمامة وخلافة الإمام علي بن أبي طالب بعد رسول الله.
الطريق الثاني : تفسير آية التبليغ في دائرة الروايات
الطريق الثاني لتفسير الآية الشريفة يتم بالاستعانة بالأحاديث والروايات الشريفة الواردة في شأن نزول هذه الآية وكذلك نظريات وآراء المفسّرين وعلماء الإسلام والمؤرخين الذين دوّنوا هذه الحادثة ...
هناك العديد من المحدّثين في صدر الإسلام ذهبوا إلى أن الآية أعلاه نزلت في شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن هؤلاء :
١ ـ «ابن عباس» الراوي والمفسّر المعروف كاتب الوحي الذي هو مورد قبول الشيعة وأهل السنّة.
٢ ـ «جابر بن عبد الله الأنصاري» وهو الشخصية المعروفة والمقبولة لدى جميع الطوائف الإسلامية.
٣ ـ «أبو سعيد الخدري» الذي يعدّ من كبار صحابة النبي ويتمتع باحترام بالغ.
٤ ـ «عبد الله بن مسعود» وهو أحد كتّاب الوحي وأحد المفسّرين المعروفين.
٥ ـ «أبو هريرة» الراوي المعروف والمقبول لدى أهل السنّة.
٦ و ٧ ـ «حذيفة» و «البراء ابن عازب» صحابيان من مشاهير صحابة النبي ، وهناك جمع آخر من الصحابة والعلماء الذين يذعنون بهذه الحقيقة وهي أنّ الآية الشريفة محل البحث نزلت في ولاية الإمام علي.