سيكون في الآخرة هو «المؤذّن» الذي يوصل النداء الإلهي إلى أهل النار ويخبرهم بأن اللعنة الإلهية قد شملتهم بسبب ظلمهم الذي ارتكبوه في الدنيا.
إذا كان الإمام علي عليهالسلام في الآخرة هو المؤذن والشخص الذي يختم الحوار الدائر بين أهل الجنّة وأهل النار فانّ ذلك بسبب كون كلامه في الدنيا فصل الخطاب بين الحقّ والباطل وقد أبلغ المشركين الكلام الأخير والإنذار النهائي ، فهل هذه فضيلة قليلة؟
هل هناك شخص آخر غير الإمام علي من المسلمين أو من أتباع الأديان الإلهية الاخرى يتمتع بمثل هذه الفضيلة؟
الحكمة في تغيير المأمور بإبلاغ آيات سورة البراءة
سؤال : تقدّم أن جميع المفسّرين من الشيعة وأهل السنّة اتفقوا على أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أرسل في البداية أبا بكر لإبلاغ آيات سورة التوبة ثمّ عزله ونصب الإمام علي مكانه ، فهل ندم رسول الله صلىاللهعليهوآله على عمله الأوّل بحيث تحرّك على مستوى تغييره وتبديله ، أو أن كلا الأمرين كان بتعليم الوحي وبأمر إلهي؟ والخلاصة أنه ما هي الحكمة في هذا التبديل والتغيير؟
الجواب : وجواب هذا السؤال واضح فإنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله كان مدركاً لما يفعله في كلا الحالين وكان هدفه هو إعلام الناس وإخبارهم بالشخص الأفضل وإلفات نظرهم إلى هذه الحقيقة ليخرجوا تصورهم الساذج عن الأفضل الموهوم وليهديهم ويرشدهم إلى الأفضل الحقيقي والواقعي ، ولهذا الغرض قام في البداية بتسليم هذه المأمورية إلى أبي بكر ثمّ عزله ونصب عليّاً مكانه ليفهم الناس بأن الإمام علي عليهالسلام أفضل من أبي بكر ومن جميع المسلمين.
ولم تكن هذه أوّل مرّة يقوم النبي صلىاللهعليهوآله بهذا العمل بل سبق ذلك موارد اخرى من هذا القبيل كلُّها تصب في هذا الهدف المهم.
مثلاً نرى أن النبي صلىاللهعليهوآله في واقعة خيبر قد أعطى الراية إلى أبي بكر ليقود جيش الإسلام ويفتح قلعة خيبر ولكنه استمر به الحال إلى العصر وهو يسعى جاهداً أن يتغلب على العدو ويفتح الحصن ولكنه لم يوفق بذلك ، وفي اليوم الثاني سلّم رسول الله صلىاللهعليهوآله الراية إلى عمر بن