الخطّاب ولكنه فشل في هذه المأمورية كصاحبه ، وفي الليلة الثالثة قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«لأعطين الراية غداً لرجل يحبّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله كرّار غير فرّار لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه». قال له أصحابه : إذا كان مقصودك هو علي بن أبي طالب فإنه أرمد.
فدعاه النبي صلىاللهعليهوآله إليه فلما رآه أرمداً يشكو من عينيه تفل في عينه فانفتحت وشفي من ذلك المرض فأعطاه رسول الله صلىاللهعليهوآله الراية وكان الفتح على يديه.
فلما ذا أعطى رسول الله صلىاللهعليهوآله الراية في البداية إلى اثنين من أصحابه ثمّ أعطاها للإمام علي عليهالسلام؟
الجواب على هذا السؤال واضح فإنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله يريد أن يبيّن للناس عملاً أفضلية الإمام علي عليهالسلام.
وهكذا في معركة الأحزاب عند ما جاء عمرو بن عبد ود بطل المشركين وعبر الخندق وطلب البراز فلم يبرز له أحد سوى الإمام علي عليهالسلام ، ولكنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله امتنع في البداية ، وفي المرّة الثانية طلب عمرو بن عبد ود البراز فلم يقم له إلّا علي عليهالسلام ، ومرة اخرى طلب منه النبي صلىاللهعليهوآله أن يجلس.
وفي المرّة الثالثة طلب عمرو البراز أيضاً وأخذ يرتجز ويقول :
ولقد بححت من النداء في جمعكم هل من مبارز ...
إنكم تقولون بأن قتلاكم يذهبون إلى الجنّة أليس فيكم من يشتاق إلى الجنّة؟
وفي هذه المرّة أيضاً لم يبرز له سوى علي ابن أبي طالب عليهالسلام.
وهنا أذن له رسول الله بالبراز والتوجه إلى ميدان القتال وقد كتب الله النصر على يديه أيضاً واستطاع قتل عمرو بن عبد ود العامري (١) وهنا نرى أيضاً أن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله قام بهذه المناورة لاثبات أفضلية الإمام علي عليهالسلام على مستوى العمل ليثبت للمسلمين مكانته ومنزلته الاجتماعية.
__________________
(١) فروغ أبدية : ج ٢ ، ص ١٣٥ فصاعداً.