قالَ رَسُولُ الله صلىاللهعليهوآله لِعَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ تَعالى وَجْهَهُ : «قُلِ اللهُمَّ اجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْداً وَاجْعَلْ لِي فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنينَ وُدّاً» فَأَنْزَلَ اللهُ سُبْحانَهُ هذِهِ الْآيَةَ.
وَكانَ مُحَمَّدُ بْنُ الحنفيّة رضى الله عنه يَقُولُ : لا تَجِدُ مُؤْمِناً الّا وَهُوَ يُحِبُّ عَلِيّاً كَرَّمَ اللهُ تَعالى وَجْهَهُ وَاهْلَ بَيْتِهِ (١).
سؤال : ما هو المراد من العهد المذكور في هذه الرواية؟
الجواب : يحتمل أن يكون هذا العهد هو ما ورد في آية سابقة قبل هذه الآية محل البحث ، أي الآية ٨٧ من سورة مريم حيث ورد فيها :
(لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً)
وعليه فالمراد من العهد هو الشفاعة ، فالنبي الأكرم يقول للإمام علي عليهالسلام : اطلب من الله تعالى أن تنال مقام الشفاعة وأن يجعل محبّتك في قلوب المؤمنين وهي المحبّة التي وردت في دعاء إبراهيم الخليل واستمرت إلى زمان نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله وستبقى إلى يوم القيامة.
ب : ويذكر العلّامة الشوكاني نقلاً عن الطبراني عن ابن عبّاس إنه قال :
نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ ابي طَالِبٍ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) قالَ مَحَبَّةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنينَ (٢).
وعلى أيّة حال فقد رأينا أن هذه الآية الشريفة تقرر وجود رابطة وثيقة بين الإيمان والعمل الصالح من جهة والمحبّة في قلوب الناس من جهة اخرى ، وطبقاً للروايات الواردة فإنّ المصداق الأكمل لها هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
التفاسير الاخرى للآية مورد البحث
ومضافاً إلى التفسير المتقدم فهناك تفاسير اخرى للآية المذكورة ومنها :
الف) إن المراد من الآية الشريفة ليس هو أن المحبّة توجد في قلوب المسلمين والمؤمنين
__________________
(١) احقاق الحقّ : ج ٣ ، ص ٨٦.
(٢) نفس المصدر السابق.