بِهِ ظَهْرِي. قَالَ أَبُو ذَر : فَوَ اللهِ مَا أَتَمَّ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله هذِه الْكَلِمَةِ حَتَّى نَزَلَ جَبْرَئيلُ ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ : اقْرَأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ...)(١)
وبعد أن ينقل الفخر الرازي هذه الروايات الثلاثة يقول : إنّ جميع الروايات الواردة في هذه المسألة هي هذه الروايات الثلاثة فقط.
ملاحظتان
١ ـ إن رواية أبي ذرّ تشير إلى أنّ صدقة الإمام علي عليهالسلام في حال الصلاة لم تكن صدقة عاديّة لمسكين من الناس بل أدّت إلى حفظ وجاهة وقدسيّة مسجد النبيّ الذي يعد مركز الإسلام والصحابة والمسلمين لأنّ المسكين عند ما خرج من مسجد النبي لم يجد من يمدّ له يد العون ، ولهذا اشتكى إلى الله من ذلك ، فعليه فإنّ صدقة الإمام في حالة الركوع مضافاً إلى أنها رفعت حاجة السائل فإنّها أدّت إلى حفظ اعتبار مسجد النبي صلىاللهعليهوآله وقداسته وحرمة أصحاب النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أيضاً.
٢ ـ إنّ ادعاء الفخر الرازي المبني على أنّ مجموع الروايات الواردة في هذا الباب ليس بأكثر من ثلاث روايات هو كلام بلا أساس لأنّه كما تقدّم آنفاً أن الوارد من الروايات في هذا الباب أكثر من أربعين رواية ، والملفت للنظر أنّ أكثر هذه الروايات وردت في كتب ومصادر أهل السنّة ولكنّ التعصّب والعناد إذا أخذ بناصية الإنسان أدّى إلى أن ينطق بكلمات غير مسئولة وغير متوقعة رغم كونه علّامة كبير مثل الفخر الرازي ، مضافاً إلى أنه يمكننا أن ندّعي أنّه إذا قد وصلت لنا أكثر من أربعين رواية في شأن نزول الآية محل البحث فإنّ هناك عدد أكثر من هذا قد اختفى في طيّات التاريخ ولم يصل إلينا وخاصّة في فترة الحكم الاموي الذي كان بنو أُمية يتحركون بصراحة وشدّة في حذف فضائل ومناقب أهل البيت عليهمالسلام وطمس معالمها فلم يتجرأ أحد على بيان هذه الفضائل ونشرها.
وكم من الأشخاص الذين لم يكونوا يمتلكون الجرأة على بيان فضائل ومناقب أمير المؤمنين عليهالسلام وذهبت تلك الفضائل معهم إلى القبر!! إنّ أجواء الإرهاب كانت إلى
__________________
(١) التفسير الكبير : ج ١٢ ، ص ٢٦.