والرواية المذكورة مضافاً إلى ضعف سندها فهي غير مقبولة ومخالفة للقرآن الكريم ، لأن الله تعالى ذكر هذا العمل لأمير المؤمنين في آية ليلة المبيت من موقع المدح والثناء والتمجيد وعبّر عنه بأنه معاملة مع الله تعالى في حين أن الرواية المذكورة على فرض اعتبار سندها فإنّ عمل أمير المؤمنين عليهالسلام وفقاً لهذه الرواية ليست له قيمة وأهميّة خاصّة بل هو بمثابة أمر عادي ، وعليه لا يمكن الاعتماد على هذه الرواية المخالفة لآية من آيات القرآن الكريم بحيث يمكن من خلالها تهميش هذا العمل العظيم الذي قام به أمير المؤمنين عليهالسلام (فتدبّر).
٥ ـ من هو المخاطب للنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله؟
سؤال : ويرى البعض أن رسول الله صلىاللهعليهوآله عند ما أراد أن يضع شخصاً مكانه في الفراش في تلك الليلة قال للمسلمين : أيكم مستعد لأن يبيت في فراشي في هذه الليلة؟ ولم يتقدّم أحد سوى علي بن أبي طالب عليهالسلام حيث أظهر موافقته على استقبال هذا الخطر.
فهل هذا المطلب صحيح ، أو أن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله تحدّث في هذا المورد إلى الإمام علي عليهالسلام خاصّة؟
الجواب : نحن لم نر في الكتب المعتبرة أن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله طرح هذا الموضوع بين أصحابه ، مضافاً إلى أن هذا المطلب لا ينسجم مع العقل ، لأن هذا الموضوع لو سمعه جميع الأصحاب فسوف يفتضح الأمر ويصل الخبر إلى أعداء الإسلام الذين كانوا يتآمرون على حياة النبي صلىاللهعليهوآله وبالتالي سيتحركون للتصدي لهذا العمل وإجهاضه ، ولهذا نعتقد بأن هذه الخطّة والفكرة تمّت بسريّة كاملة ، ولم يعلم بها سوى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله والإمام علي عليهالسلام وبعض الأشخاص الآخرين ، وأما سائر المسلمين فكانوا لا يعلمون بها.
بقي هنا امور
١ ـ أشعار حسّان ابن ثابت في وصف الواقعة
كان حسّان ابن ثابت (١) من الشعراء المعاصرين للنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وله علاقة خاصّة في
__________________
(١) ولد حسان بن ثابت قبل ولادة النبي صلىاللهعليهوآله بثمان سنوات وبقي بعده مدّة طويلة فكان من الشعراء المعمّرين