«فقال سلمان : يا رسول الله ، أعامة هي أم خاصّة؟ فقال : أما المؤمنون فعامة لأن جماعة المؤمنين امروا بذلك ، وأما الصادقون فخاصّة لأخي علي والأوصياء من بعده إلى يوم القيامة» (١).
وطبقاً لهذه الرواية فإن «الصادقين» هم الأئمّة المعصومين عليهمالسلام.
٤ ـ ويقول العلّامة الكنجي في كتاب «كفاية الطالب» و «ابن الجوزي» في كتابه «التذكرة» : قال علماء السِير : معناه كونوا مع عليّ وأهل بيته (٢) وهكذا يروي المؤرّخون في معنى «كونوا مع الصادقين» أن المراد بهم هم عليّ وأهل بيته عليهمالسلام.
وطبقاً لهذا الحديث فإنّ «الصادقين» هم الأئمّة الاثنا عشر عليهمالسلام للشيعة.
توصية آية الصادقين
ومما تقدّم من صفات وخصائص المعصومين عليهمالسلام وأنهم المجاهدون ، العابدون ، الراكعون ، الساجدون ، القائمون ، الصائمون ، الزاهدون ، العالمون ، المتقون ، الذاكرون ، الخاشعون ، وأمثال ذلك فإنّ هذه الصفات تجتمع في مصداق كلمة «الصادقين» ، وهذا يعني أن حالة «الصدق» لها دور مهم جداً في مصير الإنسان «وليس المسلم فحسب» ، ولهذا السبب فإنّ الآية الشريفة وصفت أئمّة الهدى بهذه الصفات.
ومع الالتفات إلى أهمية هذا الموضوع نذكر بعض ما ورد عن الإمام علي عليهالسلام في هذا الصدد :
١ ـ «الصِّدْقُ عِمادُ الإسْلامِ وَدَعامَةُ الإيمانِ». (٣)
فلو سقط عمود البناء لانهار البناء تماماً ، فلو أن المسلم لم يتّصف ويتحلّى بصفة الصدق فلا معنى لإسلامه وإيمانه.
__________________
(١) أسرار آل محمّد : ص ٢٩٧.
(٢) نقلاً عن احقاق الحقّ : ج ٣ ص ٢٩٧.
(٣) ميزان الحكمة : باب ٢١٩٠ ، ح ١٠١٨٥.