الإمام علي مع شديد عبادته وتقواه والتزامه الديني بحيث إنه في حال الصلاة لا يلتفت إلى شيء آخر سوى الله تعالى ولذلك كانوا في الموارد التي لا يستطيعون معالجته في غير الصلاة ينتظرونه ليصلّي حتّى يخرجوا السهام من بدنه الشريف وهو غافل عنها ...
الإمام علي مع شهامته وشجاعته المحيّرة والتي تضرب بها الأمثال بحيث لم يغلب في أيِّ حرب وقتال ولم يفر ولا مرّة واحدة من الأعداء ...
الإمام علي مع التزامه الشديد بالعدالة بحيث لا يمكن لأحد من الناس أن يخرجه عن حدّ العدالة وأخيراً استشهد بسبب هذا الالتزام والانضباط الأخلاقي بالعدالة.
أجل ، فإنّ الإمام علي عليهالسلام بهذه الصفات والخصائص الاخرى يمثل رمز الإنسان الكامل ، وهذا الشخص قد آمن بنبي الإسلام صلىاللهعليهوآله وجعل حياته وقفاً لتبليغ هذا الدين واعتبر نفسه عبداً من عبيد محمّد ، ألا يتبين لنا من خلال إيمان الإمام علي عليهالسلام حقانية إدّعاء النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله والرسالة السماوية؟ وبهذا يكون الإمام علي شاهداً آخر على نبوّة نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله.
ونعتقد أن هذا الشاهد على نبوّة النبي محمّد صلىاللهعليهوآله إلى درجة من الأهمّية بحيث إنه لو فرضنا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يأتِ بأي دليل آخر سوى شهادة علي ابن أبي طالب لكفى.
المقارنة بين آصف بن برخيا وعلي بن أبي طالب عليهالسلام
كان آصف بن برخيا وزير النبي سليمان عليهالسلام وقد وردت قصته في سورة النمل وهي:
«عند ما تحركت ملكة سبأ من اليمن باتجاه النبي سليمان لتسلم على يده خاطب سليمان وزراءه ومشاوريه من الجن والإنس وقال :
أيكم يقدر على أن يأتيني بعرش الملكة من اليمن قبل أن تصل إلينا؟
فقال أحد العفاريت من الجنّ : أنا آتيك به ولكنّ ذلك يحتاج إلى مدّة من الزمان قد تصل إلى بضع ساعات وسوف أحضره عندك قبل إتمام هذه الجلسة.
والظاهر أن النبي سليمان لم يقبل هذا الاقتراح وأراد حضور العرش بأسرع من هذا الوقت ولهذا قال شخص آخر وكان لديه علم من الكتاب وهو «آصف بن برخيا» : إنني