ارتباط آية الأذان والمؤذّن
إنّ المثوبات والعقوبات في الآخرة هي في الحقيقة انعكاس للأعمال الإنسان في الدنيا ، ويتّضح هذا المطلب أكثر بالالتفات إلى كيفية ارتباط هذه المثوبات والعقوبات الاخروية بأعمال الإنسان في حركة الحياة الدنيوية.
عند ما يحشر الإنسان المرابي في عرصات المحشر في حالة من الاضطراب في السلوك وكأنه سكران لا يقدر على الحركة ويترنح ويسقط بين الحين والآخر إلى الأرض كلُّ ذلك يحكي عن سلوكه في الحياة الدنيا حيث كان بعمله القبيح يتحرك من موقع الإخلال الاقتصادي في المجتمع وإثارة الأزمات الاجتماعية بعمله وأكله الربا فيزلزل أساس المجتمع الإسلامي ويثير فيه الارتباك والخلل ، إذن فعدم تعادله في المشي يوم القيامة يحكي عن واقع دنيوي بهذا المعنى بسبب ارتكابه لهذا الذنب الكبير ، فهو في الحقيقة انعكاس لأعماله في الدنيا (١).
وإذا كان الظالم في الآخرة يواجه الظلمات ويسير كالأعمى في عرصات المحشر فذلك بسبب أنه كان يحوّل الدنيا في نظر المظلومين إلى ظلام بحيث لا يرون كلّ شيء في حياتهم الدنيوية يعبّر عن الخير والسعادة والهناء ، إذن فالظلمات التي تحيق بالظالم في الآخرة هي انعكاس ونتيجة للظلمات التي كان يقدمها للمظلوم في حياته الدنيوية.
وإذا قرأنا في النصوص الدينية أن المؤمن يحشر يوم القيامة ومعه نور بين يديه وفي أيمانه يقوده إلى رضوان الله ومغفرته فإنما ذلك بسبب أن الكثير من الأشخاص قد اهتدوا بنور إيمانه في الدنيا وسلكوا طرق الحقّ والحقيقة وابتعدوا عن خطّ الباطل والانحراف.
والخلاصة أن جميع المثوبات والعقوبات في عالم الآخرة هي انعكاس لأعمال الإنسان في الدنيا.
ومع الالتفات إلى هذا المطلب فإذا كان الإمام علي عليهالسلام هو المؤذّن للنبي في دار الدنيا والمبلغ رسالته إلى المشركين في مكّة وفقاً لما ورد في الآية الثالثة من سورة التوبة فإنه
__________________
(١) وتفصيل الكلام في هذا الموضوع المتعلق بالربا مذكور في كتابنا «الربا والبنك الإسلامي».