ألف ـ شراب الكافور (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً)
وهنا تتحدّث الآية عن شرابٍ ممزوج بعطر الكافور وهو المادة التي تضاف إلى الماء في تغسيل الميت ولها خاصية مضادّة للتعفن ، ولكنها تستخدم في لغة العرب بمعنى أوسع ، فتطلق على كلّ شيء معطر ذي رائحة طيبة ، وعليه فالمراد من شراب الكافور هو الشراب المعطّر الذي يثير لدى أهل الجنّة لذّة كبيرة عند تناوله.
ب ـ شراب الزنجبيل (وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً)
الزنجبيل أيضاً يستعمل في معناه المتداول والمعروف وكذلك بمعنى عطور خاصّة ، ولكن هنا ورد بالمعنى الثاني حيث يتناول أهل الجنّة شراباً ممزوجاً بعطر الزنجبيل.
ج ـ الشراب الطهور (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً)
النوع الثالث من أنواع الأشربة التي يتناولها أهل الجنّة هو الشراب الطهور حيث يسقيهم الله تعالى هذا الشراب في الجنّة.
هذه التعبيرات المتنوعة في مفردة الشراب تستحق الدقّة والتأمل ، فعند ما يتحدّث عن شراب الكافور يعبر عنه بجملة «يشربون» أي أن أهل الجنّة يتناولون هذا الشراب بأيديهم ، أما في مورد شراب الزنجبيل وردت العبارة بجملة «يسقون» أي أن خدم الجنّة يقدّمون هذا الشراب لهؤلاء المؤمنين ، وبالنسبة إلى الشراب الطهور ورد التعبير ب «سقاهم ربّهم» أي أن الله تعالى هو الذي يسقيهم هذا الشراب الطاهر في الجنّة.
ما ذا يعني الشراب الطهور؟
ورد في رواية أن أهل الجنّة عند ما يشربون هذا الشراب فإنه :
«يُطَهِّرُهُمْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سوى اللهِ» (١).
ويقول النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله في حديث آخر عن آثار هذا الشراب الطهور في نفوس أهل الجنّة أنه :
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٨ ، ص ١١٣.