وطبقاً لهذا الكلام فإن احترام النبي واجب في حال حياته وبعد مماته والتوسل به جائز أيضاً على أيّة حال.
٤ ـ وقد ذكر «ابن حجر» من علماء أهل السنّة المعروفين والإنسان المتعصب جدّاً في كتابه «الصواعق المحرقة» اعترافات مهمة لصالح الشيعة ، ومن تلك الاعترافات ما أورده من شعر الإمام الشافعي حيث يقول :
آلُ النَّبيِّ ذَريعَتي |
|
وَهُمْ الَيْهِ وَسيِلَتِي |
ارْجُو بِهِمْ اعْطى غَداً |
|
بِيَدِ الْيُمْنى صَحيفَتِي (١) |
النتيجة : أن التوسل بأولياء الدين والمقدّسات كالقرآن الكريم لا تتنافى إطلاقاً مع التوحيد الأفعالي ، وقد ورد التمجيد والترغيب في القرآن والروايات الشريفة للمسلمين لمثل هذا العمل.
لا تجوز العبادة لغير الله
سؤال : لقد قلتم أن العبادة خاصّة بالله تعالى ولا ينبغي عبادة غير الله لأن ذلك يحسب من الشرك في حين أننا نجد في بعض الآيات القرآنية أنها تتحدّث عن السجود لغير الله تعالى من قبيل :
١ ـ ما ورد في قصة آدم وحواء عند ما خلق الله آدم وأمر الملائكة بالسجود له :
(فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)(٢)
فلو كانت العبادة لغير الله تعالى شرك فلما ذا ورد الأمر في هذه الآية الشريفة بالسجود لآدم؟
٢ ـ وفي سورة يوسف عند ما تحرك الاخوة مع الوالدين من الصحراء متوجهين إلى مصر بعد أن علموا بحياة يوسف ، حيث يحدّثنا القرآن الكريم عن اللحظة التي التقى فيها هؤلاء بالنبي يوسف وقال :
__________________
(١) الصواعق المحرقة نقلاً من كشف الارتياب : ص ٣١٩.
(٢) سورة الحجر : الآية ٣٠ وسورة ص : الآية ٧٣.