فطبقاً لهذه الرواية الشريفة فإن الإمام علي عليهالسلام كان يقضي بالحقّ دائماً ببركة دعاء النبي صلىاللهعليهوآله له ولم يتفق له أن يشك أو يتردد في مورد من الموارد.
علي عليهالسلام أفضل القضاة!
٣ ـ جاء شخص إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال :
عن الصادق عن أبيه عليهماالسلام : إنّ ثوراً قتل حماراً على عهد النبي صلىاللهعليهوآله فرفع ذلك إليه وهو في أناس من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر ، فقال : يا أبا بكر اقضِ بينهم ، فقال : يا رسول الله بهيمة قتلت بهيمة ما عليهما شيء. فقال صلىاللهعليهوآله : يا عمر اقض بينهم. فقال مثل قول صاحبه. فقال : يا علي اقض بينهم. فقال : نعم يا رسول الله ، إن كان الثور دخل على الحمار في مستراحه ضمن أصحاب الثور ، وإن كان الحمار دخل على الثور في مستراحه فلا ضمان عليهم. فرفع النبي صلىاللهعليهوآله يده إلى السماء فقال : الحمد لله الذي جعل مني من يقضي بقضاء النبيين (٤).
فقال النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله تأييداً لقضاء الإمام علي عليهالسلام في هذا المورد :
«اقْضَاكُمْ عَلِيٌّ» (٥).
إن قضاء الإمام علي عليهالسلام في هذه الواقعة هو المصداق لما ورد في فقه الشيعة كقاعدة كلية وهي «عند ما يكون السبب أقوى من المباشر فالسبب ضامن» وفي القصة المذكورة آنفاً كانت البقرة هي المباشرة للقتل وصاحب البقرة الذي تركها حرة ولم يربطها هو المسبب للقتل ، وبما أن السبب أقوى لمكان العقل والشعور وليس للحيوان ذلك العقل والشعور ولهذا فالسبب هو الضامن (٦).
__________________
من بطن الأرض يكون حالها حال الجنين الذي يخرج من بطن امّه ، فجميع القوانين الحاكمة على ظاهرة ولادة الجنين ، حاكمة كذلك على خروج النبتة من الحبّة.
(٣) مستدرك الصحيحين (نقلاً عن نور الأبصار : ص ٨٨) حيث نقل الرواية المذكورة عن مستدرك الصحيحين : ج ٣ ، ص ١٣٥ ، ولكن مع تفاوت يسير.
(٤) قضاء أمير المؤمنين : ص ١٩٣.
(٥) نور الأبصار : ص ٨٨.
(٦) كما هو الحال فيما لو دعى صاحب البيت شخصاً لضيافته ، وكان في البيت كلب هارٍ يهجم على الغرباء ولم