الولاية ، وفي هذا اليوم أيضاً فإنّ إتمام النعمة سواءً النعمة المادية أو المعنوية وكذلك إكمال الدين في جميع أبعاده وفروعاته يتحقّق بظلّ الولاية أيضاً وبدونها حتّى لو عمل الإنسان بأوامر الشريعة وتعاليم الدين ظاهراً إلّا أنها بلا شك سوف لا تكون مقبولة لدى الحقّ جلّ وعلا ، وعلى هذا الأساس فإن إتمام النعمة وإكمال الدين يتحقّق في كلّ عصر وزمان في ظلّ التمسّك العملي بالولاية.
مباحث تكميلية
١ ـ الولاية مسألة أساسية في الإسلام
بالنسبة إلى أهمية الولاية فقد وردت روايات كثيرة تتحدّث عن هذا الموضوع وكمثال ونموذج لهذه الروايات نذكر الرواية الواردة عن الإمام محمّد الباقر عليهالسلام حيث يقول زرارة نقلاً عن الإمام الباقر أنّه قال :
بُنِيَ الإسْلامُ عَلى خَمْسَةِ أَشْياءَ ؛ عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ والصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالْولايةِ. قَالَ زُرارَةُ : فَقُلْتُ : وَأيُّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ؟ قَالَ عليهالسلام : الْوِلايَةُ افْضَلُ لِانَّها مِفْتاحُهُنَّ وَالْوَالي هُوَ الدَّلِيلُ عَلَيْهِنَّ ... (١)
وهنا بالإمكان استيحاء نقطتين من هذه الرواية :
ألف) إنّ هذه القضايا الخمسة التي وردت فيها هذه الرواية ترتبط فيما بينها برابطة معيّنة ، فالصلاة تمثّل رابطة الإنسان مع الله بل إنّ أفضل وقت لتحقيق الارتباط مع الله تعالى هو وقت الصلاة.
«الزكاة» بدورها تمثل العلاقة بين الإنسان والآخرين من الأفراد والمجتمع من المحتاجين والمساكين حيث يحققون لهم حياة معقولة وطبيعية بإجراء قانون الزكاة وبذلك يتمكنون من التغلب على مشكلاتهم الاقتصادية التي يفرضها الواقع الصعب.
«الصوم» يمثّل علاقة الإنسان مع نفسه ، ومع تقوية هذه العلاقة بالصوم فإنّ الإنسان
__________________
(١) اصول الكافي : ج ٣ ، ص ٣٠ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام ، حديث ٥.