والنتيجة ممّا تقدّم آنفاً هو أنه يستفاد من الآية الشريفة ثلاثة امور «بغضّ النظر عن الآيات وروايات المفسّرين».
١ ـ إن كلمة «إنّما» تدلّ على الحصر والولاية هنا منحصرة في ثلاث طوائف.
٢ ـ إن هذه الولاية في الآيات الشريفة وردت بمعنى القائد والقيّم وصاحب الاختيار كما في أكثر موارد استعمالها في القرآن الكريم.
٣ ـ إن مصداق «الّذين آمنوا» في هذه الآية هو الإمام عليّ عليهالسلام بلا شك.
الطريق الثاني : تفسير الآية بلحاظ الروايات الشريفة
ينقل المحدّث البحراني في «غاية المرام» أربع وعشرين حديثاً من منابع أهل السنّة ، وتسعة عشر حديثاً من منابع الشيعة فتشكل بمجموعها ثلاثة وأربعين حديثاً ، وعليه فإنّ الروايات الواردة في شأن هذه الآية متواترة (١) ، ومضافاً إلى ذلك فإنّ العلّامة الأميني أورد في كتابه القيّم «الغدير» روايات من عشرين مصدراً من المصادر الروائية المعروفة لدى أهل السنّة تتحدّث في شأن الآية الشريفة محل البحث من قبيل تفسير الطبري ، تفسير أسباب النزول ، تفسير الفخر الرازي ، التذكرة لسبط ابن الجوزي ، الصواعق لابن حجر ، نور الأبصار للشبلنجي ، وكذلك تفسير ابن كثير وغيرها من المصادر المعتبرة لدى أهل السنّة ، وأما رواة هذه الأحاديث فهم عشرة أشخاص من الصحابة المعروفين.
١ ـ ابن عباس ، ٢ ـ عمّار بن ياسر ، ٣ ـ جابر بن عبد الله الأنصاري ، ٤ ـ أبو ذرّ الغفاري «الذي نقل أدقّ وأطول رواية في هذا المجال» ، ٥ ـ أنس بن مالك ، ٦ ـ عبد الله ابن سلام ، ٧ ـ سلمة بن كهيل ، ٨ ـ عبد الله بن غالب ، ٩ ـ عقبة بن حكيم ، ١٠ ـ عبد الله ابن أُبي.
ومضافاً إلى ذلك فإنّه قد وردت روايات من الإمام علي عليهالسلام أيضاً في شأن نزول هذه الآية الشريفة وقد استدلّ بها الإمام عليّ كراراً.
__________________
(١) عند ما تكون الروايات في مورد معيّن من الكثرة بحيث يحصل للشخص اليقين بمضمونها فمثل هذه الروايات تسمى «متواترة» ولا حاجة حينئذٍ للتحقيق في سندها.