جميعاً اتجاه فرد معيّن أو أفراد بالخصوص ، بل المراد أن الإيمان والعمل الصالح يورثان المحبّة في قلوب جميع المؤمنين بالنسبة إلى بعضهم البعض ، وبعبارة اخرى إنّ المحبّة في قلوب المؤمنين متوجهه لجميع المؤمنين لا إلى فرد بالخصوص.
ب) إنّ هذه الآية الشريفة تشير إلى يوم القيامة فإنّ الله تعالى في ذلك اليوم يجعل المحبّة في قلوب المؤمنين بحيث يحبُّ بعضهم بعضاً ، وعليه فهذه الآية لا تتعلق بما نحن فيه.
ج) إنّ المراد من الآية الشريفة هو الإمام علي عليهالسلام فقط ولا تشمل أي مؤمن آخر ، وما ورد في العبارة من صيغة الجمع لا يثير مشكلة ، لأن صيغة الجمع تأتي أحياناً لغرض الاحترام (١).
ولكن الانصاف أن جميع التفاسير هذه غير متنافية فيما بينها وبالإمكان الجمع فيما بينها في المفهوم من الآية الشريفة والتي تستوعب جميع المؤمنين الذين يعملون الصالحات رغم أن المصداق الأكمل والأتم هو أمير المؤمنين عليهالسلام ، كما هو الحال في اختلاف الأنوار شدة وضعفاً من قبيل : نور الشمعة ، المصباح ، القمر ، الشمس ، ولكن بلا شكّ أن نور الشمس هو المصداق الأكمل والأتم لمفهوم النور.
توصية الآية الشريفة
الشيعة بمثابة السراج المنير
تقدّم أن قلنا أكثر من مرّة إنه ينبغي على الشيعة وأتباع أمير المؤمنين عليهالسلام السعي لمعرفة فضائل ومناقب الإمام علي وأهل بيته الطاهرين عليهمالسلام ولكن بلا شك لا ينبغي الاكتفاء بهذا المقدار بل يجب التحرّك بعد معرفة هذه الفضائل في خطّ العمل بها وتجسيدها على مستوى الواقع النفسي والاجتماعي والسعي في طريق النجاة والفلاح وإرشاد الناس إلى هذا الطريق أيضاً ، يجب على شيعة الإمام علي عليهالسلام أن يكونوا قدوة واسوة في الإيمان والعمل الصالح لكي
__________________
(١) الاحتمالات الثلاثة واحتمالات اخرى مذكورة في مجمع البيان : ج ٣ ، ص ٥٣٢ ـ ٥٣٣.