وبديهي أن رضا الله تعالى لا يمكن قياسه مع الجنّة وأمثالها من المواهب الاخروية ، واللطيف أن هذا الثمن متناسب جدّاً مع روحية الإمام علي عليهالسلام حيث نقرأ في كلماته الجذّابة يخاطب الله تعالى ويقول :
«إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا طمعاً في جنّتك ولكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك». (١)
مقارنة اخرى
بالرغم من أن الإمام علي عليهالسلام كان يواجه خطراً كبيراً في ليلة المبيت ولكنه نام على فراش النبي صلىاللهعليهوآله وهو مسرور ولم يسمح للخوف أن يتسرب إلى نفسه ، وفي الصباح الباكر عند ما هجم الأعداء على بيت النبي صلىاللهعليهوآله ورأوا بكامل الدهشة أن خطتهم قد أجهضت وأن النائم في الفراش هو عليّ بن أبي طالب ، فما كان منهم إلّا أن خاطبوا الإمام علي بكلمات موهنة ، فأجابهم من موقع الدفاع عن الدين والنبي بكلمات جميلة جدّاً تعكس شجاعة أمير المؤمنين وعقله الكبير وبأسه الشديد وسوف يأتي لاحقاً ما ورد في هذا الصدد إن شاء الله.
وأما أبو بكر فقد خرج مع النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وتخلص من الخطر ولجأ إلى غار ثور ، وعند ما سمع صوت أقدام الأعداء الذين خرجوا من مكّة في أثر النبي ، اصفر لونه وملأ الخوف والرعب قلبه ووجوده بحيث يمكن إدراك ذلك بنظرة بسيطة إلى وجهه ، ولهذا بدأ النبي صلىاللهعليهوآله بتسليته ليزيل بعض الوحشة والخوف الذي سيطر عليه ، وعليك أن تدرك مضمون هذه الحادثة من هذا المختصر.
جمال التعبير في آية ليلة المبيت
نقرأ في آيات سورة التوبة وسورة الصف قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى) و (هَلْ أَدُلُّكُمْ
_________________
(١) بحار الأنوار : ج ٦٧ ، ص ١٨٦.