٣ ـ المراجعات للمرحوم السيّد «شرف الدين العاملي».
٤ ـ عبقات الأنوار للعالم الكبير «مير حامد الحسيني الهندي» (من الأفضل مراجعة خلاصة العبقات ، ج ٧ و ٨ و ٩).
٥ ـ دلائل الصدق ، تأليف العالم الكبير المرحوم «المظفر» ، ج ٢.
مضمون روايات الغدير
وهنا نأتي بقصّة الغدير بشكل مختصر كما يستفاد من مجموع الروايات أعلاه ، (وطبقاً فإن هذه الواقعة قد وردت في بعض الرويات بشكل مفصّل ومطوّل ، وفي بعضها بشكل مختصرٍ وقصير ، وفي بعضها اشير إلى جانبٍ من هذه القصة وفي البعض إلى جانب آخر ، ومنها جميعاً يستفاد ما يلي) :
في السنّة الأخيرة من حياة النبي صلىاللهعليهوآله أقيمت مراسم حجة الوداع بكلّ جلال بمشاركة النبي صلىاللهعليهوآله ، وكانت الأفئدة تمتلئ بالمعنويات ولم تزل اللذة المعنوية لهذه العبادة العظيمة ينعكس إشعاعها في النفوس.
وكان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله الذين كان عددهم كثيراً للغاية لا تسعهم أنفسهم نتيجة لادراكهم هذا الفيض والسعادة العظيمة (١).
ولم يكن أهل المدينة وحدهم الذين يرافقون رسول الله صلىاللهعليهوآله في هذا السفر ، بل كان المسلمون من مختلف بقاع الجزيرة العربية برفقته صلىاللهعليهوآله لنيل هذا الفخر التاريخي العظيم.
وكانت شمس الحجاز تضفي على الجبال والأودية حرارة لا تطاق ، إلّا أن حلاوة هذا السفر المعنوي النادر كانت تيسّر كلّ شيء ، وقد اقترب الظهر ، وأخذت منطقة الجحفة ، وصحراء «غدير خم» الجافة الرمضاء تبدو للعيان.
وهذا المكان يعدّ مفرق طرق لأهل الحجاز حيث يتشعب إلى أربعة طرق ، فطريق يتجه إلى الشمال نحو المدينة ، وطريق إلى الشرق نحو العراق ، وطريق إلى الغرب نحو مصر ، وطريق
__________________
(١) ذكر البعض ان عدد الذين كانوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ٩٠ ألفاً ، والبعض ١١٢ ألفاً ، وبعضٌ ١٢٠ ألفاً ، وبعضٌ ١٢٤ ألفاً.