٨ ـ «القرطبي» المفسّر المعروف حيث ذكر في تفسيره هذه العبارة :
ذكر الثّعلبي في تفسيره : وقال أهل التفسير انّها نزلت في علي وفاطمة وجارية لهما اسمها فضّة (١).
وقال أهل التفسير أنها نزلت في عليّ وفاطمة وجارية لهما اسمها فضة.
والخلاصة انه طبقاً لشهادة علماء الإسلام هؤلاء فإنّ سورة الدهر مدنية بلا شكّ.
ثانياً : ويستفاد من الآية الشريفة (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) أن هذه السورة مدنية ، لأن الأسير لم يكن له وجود في مكّة حينذاك بل وجد بعد هجرة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله والمسلمين إلى المدينة وتشريع حكم الجهاد وبعد ما حدثت معارك وغزوات النبي صلىاللهعليهوآله ، وعليه فإنّ وجود كلمة «أسير» في هذه الآيات يدلُّ على أن هذه السورة مدنية.
وأمّا ما ذكر في شأن النزول من الغلام الحبشي فإنه لا يتناسب إطلاقاً مع آيات سورة الدهر ، لأنّ شأن النزول هذا ليس له ارتباط بإطعام المسكين واليتيم والأسير ، وعليه فإنه لا ينسجم مع آيات هذه السورة ولا ينبغي الاعتناء بما يخالف القرآن الكريم من شأن النزول.
٢ ـ التعارض بين الوجوب والاستحباب
وهنا يثار سؤال : هل يليق بالإمام علي عليهالسلام أن يدفع طعامه وطعام أهل بيته الذين تجب نفقتهم عليه إلى السائل؟ في حين أن الله تعالى يقول في الآية ٢١٩ من سورة البقرة ضمن الإجابة على السؤال الذي تقدّم به بعض المسلمين إلى النبي صلىاللهعليهوآله عمّا يصحّ لهم إنفاقه ، فقال :
(قُلِ الْعَفْوَ) أي ما زاد على الضروري واللازم في حياة الإنسان.
فإذا كانت آيات سورة الدهر نزلت في حقّ عليّ وأهل بيته عليهمالسلام إذن فلما ذا تبرع الإمام بالطعام الذي يحتاجونه إلى السائل؟
__________________
(١) تفسير القرطبي : ج ١٩ ، ص ١٩.