والجدير بالذكر أنّ الروايات الواردة في هذه الاسناد والتي أشرنا إلى بعض رواتها آنفاً وردت من طرق مختلفة ، فمثلاً الرواية أعلاه وردت بأحد عشر طريقاً عن ابن عبّاس وجابر بن عبد الله الأنصاري.
ومن بين المفسّرين من أهل السنّة جماعة ذكروا الرواية المتعلّقة بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ومن بينهم «السيوطى» في «الدرّ المنثور» / الجزء الثاني / الصفحة : ٢٩٨ ، و «أبو الحسن الواحدي النيشابوري» في «أسباب النزول» / الصفحة : ١٥٠ ، و «الشيخ محمّد عبده» في «تفسير المنار» / الجزء السادس / الصفحة : ١٢٠ ، و «الفخر الرازي» في «التفسير الكبير» ، وغيرها من التفاسير الاخرى.
وهنا نورد مقطعاً من كلام الفخر الرازي الذي أورده في تفسيره كنموذج منها :
يعتبر الفخر الرازي من أساطين المفسّرين وعلماء الإسلام بين أهل السنّة ويعتبر تفسيره متين ومفصّل ويحكي عن كثرة علمه واطّلاعه على الامور «بالرغم من تعصبه الشديد الذي اسدل على فكره حجاباً في بعض الأحيان» فإنّه بعد استعراض تسعة احتمالات في تفسير الآية أعلاه يذكر ولاية أمير المؤمنين في الاحتمال العاشر ويقول :
نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب ولمّا نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب! أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ... (١)
وطبقاً لما ورد في كتاب شواهد التنزيل يقول زياد بن منذر :
كنت عند أبي جعفر محمّد بن علي (الباقر) عليهالسلام وهو يحدّث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الأعشى ـ كان يروي عن الحسن البصري ـ فقال له : يا ابن رسول الله جعلني الله فداك إن الحسن يخبرنا أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجل ولا يخبرنا من الرجل. فقال : لو أراد أن يخبر به لأخبر به ولكنه يخاف (من حكومة بني امية مضافاً إلى أنه
__________________
(١) التفسير الكبير : ج ١١ ، ص ٤٩.