نكتفي بمجرد الكلام والاستماع ، بل يجب بعد معرفة هذه الفضائل أن نتحرّك على مستوى الممارسة والعمل لتجسيد هذه الفضائل والمناقب في حياتنا وأفعالنا وأقوالنا ، وتأسيساً على هذا فإذا رأينا أن الآيات الكريمة تتحدّث عن أمير المؤمنين عليهالسلام من موقع المدح والثناء وأنه «صادق ومصدق» فلا بدّ أن يكون الشيعي كذلك أيضاً في تأييد كلام الحقّ والصدق وأن يبعد عن نفسه المؤثرات العاطفيّة والمزاجيّة ، واللطيف أن المؤمن إذا سمع كلام الحقّ حتّى من الشيطان نفسه فعليه أن يستمع له ويصدّق بكلام الحقّ كما أمر الله تعالى نبيه نوح بأن يستمع لكلام الشيطان عند ما نصحه حتّى لو كانت النصيحة من الشيطان نفسه (١).
وهنا نلفت نظر المؤمنين الصادقين والمصدّقين إلى حديثين شريفين في هذا المجال :
١ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
لا تَنْظُرُوا الى كَثْرَةِ صَلاتِهِمْ وَصَوْمِهِمْ وَكَثْرَةِ الْحَجِّ وَالْمَعْرُوفِ وَطَنْتَنَتِهِمْ بِاللَّيْلِ ، وَلكِنِ انْظُرُوا إلى صِدْقِ الْحَديثِ وَأداءِ الْامانَةِ. (٢)
والخلاصة هي أنه طبقاً لهذا الحديث النبوي الشريف أن الملاك والمعيار في تقييم الإنسان هو صدقه وأمانته.
٢ ـ قال الإمام علي عليهالسلام :
الْايمَانُ انْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكِذْبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ. (٣)
فطبقاً لهذا الحديث الشريف فإنّ مقتضى الإيمان هو ملازمة الصدق والحقّ وأن المؤمن لا يمكن أن يكون كاذباً.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتحلّين بالإيمان والسائرين على خطى أمير المؤمنين عليهالسلام وأن نقتبس من فضائله ومناقبه وخاصّة فضيلة الصدق والتصديق بالحقّ والحقيقة.
__________________
(١) نصائح الشيطان للنبي نوح مذكورة في كتاب «الشيطان عدو الإنسان» ص ٦٧ ، وكتاب «مواعظ الأنبياء» ص ٤٢ فصاعداً.
(٢) ميزان الحكمة : ج ٥ ، ص ٢٨٨ ، الباب ٢١٩٢ ، ح ١٠٩٥.
(٣) نهج البلاغة : الكلمات القصار ، الرقم ٤٥٨.