كتابه المعروف «تاريخ بغداد» نقلاً عن أبي هريرة حيث قال :
قَالَ رَسُولُ الله صلىاللهعليهوآله «مَنْ صامَ يَوْمَ ثَمانَ عَشَرَةَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ كُتِبَ لَهُ صِيامُ سِتّينَ شَهْراً» (١) وَهُوَ يَوْمُ غَديرِ خُمٍّ لَمّا أَخَذَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالِب فَقَالَ : «أَلَسْتُ وَلِيَ الْمُؤْمِنِينَ» قَالُوا : بَلى يا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ صلىاللهعليهوآله : «مَنْ كُنْتُ مَولاهُ ، فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ» فَقَالَ عُمَرُ بْنُ خَطّاب (٢) : بَخٍّ بَخٍّ لَكَ يَا بْنَ أَبي طالِبٍ أَصْبَحْتَ مَوْلايَ وَمَوْلاى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ، فَأنْزَلَ اللهُ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...)(٣)
٤ ـ وذكر الحاكم الحسكاني وهو من علماء القرن الخامس ومن علماء أهل السنّة روايات صريحة في هذا المجال في كتابه ، ولكننا نصرف النظر عن ذكرها هنا طلباً للاختصار (٤).
٥ ـ وذكر أبو حافظ النعيم الاصفهاني في كتابه «ما نزل من القرآن في عليّ» عن الصحابي المعروف أبي سعيد الخدري أنّ النبي الأكرم نصب في يوم غدير خم علي بن أبي طالب وصياً وخليفة له وقبل أن يتفرّق الناس في غدير خم نزلت الآية الشريفة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ...) وهنا قال :
اللهُ أَكْبَرُ عَلى اكْمالِ الدّينِ واتْمامِ النّعْمَةِ وَرِضَى الرَّبِّ بِرِسالَتي وَبِالْوِلايَةِ لِعَلِيٍّ عليهالسلام مِنْ بَعْدي ، ثُمَّ قال : مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعِليٌّ مَوْلاهُ ، اللهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عادَاهُ وانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ (٥).
__________________
(١) من الواضح أن السبب في فضيلة الصيام في هذا اليوم وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة إنما هو من أجل الشكر على هذه النعمة العظيمة ، وهذا يعني وقوع حادثة عظيمة في هذا اليوم ، وإلّا فمن البعيد أن يترتب كلّ هذا الثواب العظيم على صوم هذا اليوم.
(٢) من العجيب جدّاً أن عمر بن الخطاب الذي أسس الانحراف عن خط الولاية فهم من كلمة الولي في خطبة الغدير معنى الرئاسة والزعامة لأنه قال : «أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ...» فالصداقة والمحبة لم تكن بالشيء الجديد بين علي وعمر وباقي المسلمين ، ولكن اتباع عمر الذين هم أعلم من عمر قطعاً تأوّلوا هذه الكلمة بمعنى آخر تعصباً وعناداً.
(٣) تاريخ بغداد : ج ٨ ، ص ٢٩٠.
(٤) شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١٥٧.
(٥) التفسير الأمثل : ذيل الآية الشريفة.