ش ر ح :
قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ)(١) أي بسط ووسّع ، وهو عكس من قال فيه : (يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً)(٢). وأصل الشّرح : البسط والتّوسعة. ومنه شرح الكلام لإيضاحه ، وشرح اللحم لبسطه ، وشرح الله صدور عباده ، إنما هو بما يلقي فيها من أنوار الهداية ووفور النظر. وشرح فلان جاريته ، أي وطئها على قفاها (٣). وفي حديث ابن عباس : «وكان هذا الحيّ من قريش يشرحون النساء شرحا» (٤) أي يبسطونهنّ وقت الجماع.
ش ر د :
قوله تعالى : (فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ)(٥) أي اطرد من خلفهم طردا بليغا ، وذلك إذا فعلت بهؤلاء فعلا ينزجر به من رآهم فيشردون ويهربون كلّ مهرب ؛ أي هم سبب في تشريد غيرهم. ومنه نكّلت بفلان ، أي منعت غيره بسببه ، أي بسبب فعلي به فعلا يردع غيره. ومنه ، شرد البعير ، وشرّدته أنا وقيل : شرّد بهم ، أي أسمع بهم (٦). وقيل : هي لغة قرشية ؛ قال شاعرهم (٧) : [من الوافر]
أطوّف في الأباطح كلّ يوم |
|
مخافة أن يشرّد بي حكيم |
وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسّلام قال لخّوات بن جبير : «ما فعل شرادك؟» (٨). قال الهرويّ : يعرّض بقصته مع ذات النّحيين ، وهي معروفة. وأراد به : لما فرغ شرد في الأرض وانفلت خوفا (٩). يقال : شرد يشرد ، فهو شارد وشرود وشرّاد. ورجل شريد ، أي طريد.
__________________
(١) ٢٢ الزمر : ٣٩.
(٢) ١٢٥ الأنعام : ٦.
(٣) يعني : وهي نائمة على قفاها.
(٤) النهاية : ٢ ٤٥٦.
(٥) ٥٧ الأنفال : ٨ ، ولعل معناها : أسمع بها.
(٦) أي أسمع بعيوبه.
(٧) البيت في اللسان ـ مادة شرد. وفيه : بالأباطح. ولم يعزه. وقال : معناه : أن يسمّع بي.
(٨) النهاية : ٢ ٤٥٧.
(٩) انظر القصة في النهاية ، وفي اللسان ـ شرد ، وفي الصحاح ـ نحا. وقد قيل : إن هذا وهم من الهروي والجوهري ، وذكر ابن منظور هذا الوهم.