السماع بخلافه ، ولها أخوات ذكرناها في غير هذا. قوله : (مَكاناً شَرْقِيًّا)(١) أي من ناحية المشرق. والمشرقة : المكان الذي يظهر للشرق. وشرّقت اللحم : ألقيته في المشرقة ، ومنه أيام التشريق (٢). والمشرّق : مصلّى العيد للقيام في الصلاة فيه وقت شروق الشمس. وأحمر شرق (٣) : شديد الحمرة. ولحم شرق : لا شحم فيه. وثوب شرق بالصّبغ.
قوله تعالى : (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ)(٤) أي لا تطلع عليها الشمس وقت شروقها أو وقت غروبها فقط ، ولكنها شرقية غربية تصيبها الشمس بالغداة والعشيّ. وهو أنضر لها وأجود لزيتونها. قلت : وفي هذا دليل لقول الفقهاء في ذلك : والله لا كلمت زيدا ولا عمرا ، إنه يمينان. ولو قال : وعمرا ، دون «لا» كانت يمينا واحدة. وفيه بحث من حيث قول النحاة : إنّ «لا» الثانية للتأكيد. وقد حققناه في غير هذا.
قوله : (فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ)(٥) أي داخلين في وقت الشروق. وهو حال يحتمل أن تكون من الفاعل أو المفعول أو منهما ، وهو متلازم. وإن قلنا : إنها حال من أحدهما لأن من أدرك وقت كيف أتت وهو «مشرقين» (٦). وفي الحديث : «نهى أن يضحّى بالشّرقاء» (٧) وهي المشقوقة الأذن. شرق أذنه يشرقها : شقّها. والشّرق : مصدر شرق بريقه ؛ ومنه قول عديّ بن زيد (٨) : [من الرمل]
لو بغير الماء حلقي شرق |
|
كنت كالغصّان بالماء اعتصاري |
والشّرق أيضا : الضّوء ، وهو أيضا الشمس. وهو أيضا الشّقّ. وعن المبرد : ما يرى من الضوء في شقّ الباب.
__________________
(١) ١٦ مريم : ١٩.
(٢) وهي ثلاثة أيام تلي عيد النحر ، سميت بذلك من تشريق اللحم ، وهو تقديده وبسطه في الشمس ليجفّ.
(٣) وفي المفردات : أحمر شارق (ص ٢٥٩).
(٤) ٣٥ النور : ٢٤.
(٥) ٦٠ الشعراء : ٢٦.
(٦) في الكلام نقص أو اضطراب.
(٧) النهاية : ٢ ٤٦٦.
(٨) اللسان : مادة شرق.