وقد قيل : إنها محكمة وإن هذا ليس بنسخ فيها وإنما هو تخصيص (١).
وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) [النور : ٥٨] الآية ... قال ابن المسيب : هي منسوخة ، ولم يذكر ناسخها (٢).
وقال مالك : هي مما فرضه الله لسبب مخصوص ، فلما زال السبب زال حكم الآية وبقي لفظها (٣) ، وقال الشعبي : هي محكمة لم تنسخ ، وقيل له : فما بال الناس لا يعلمون بها؟ قال : الله المستعان (٤) ، وقال غير هؤلاء : إنها منسوخة بقوله : (وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ) [النور : ٥٩] الآية.
وقد روى ابن عباس أنه قال : ثلاث آيات في القرآن لا أرى أحدا يعمل بهن (٥) : قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ) [النور : ٥٨] الآية ... وقوله : (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ) [النساء : ٨] الآية. وقوله : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) [الحجرات : ١٣].
وروي مثل هذا (٦) عن ابن جبير وعن يحيى بن يعمر ، وجمهور هؤلاء ، يرى أنها محكمة (٧) ، وباختلاف منهم في التأويل.
وقوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ) [النور : ٦١] الآية. روي عن ابن زيد أن من قوله : (وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ) [النور : ٦١] إلى آخر الآية منسوخ (٨).
وذهب إلى أن الناسخ له قوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ)
__________________
(١) انظر : الإيضاح : (٣١٨).
(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس : (١٩٧) والإيضاح : (٣١٩).
(٣) انظر : الإيضاح : (٣٢٠).
(٤) انظر : الإيضاح : (٣١٩).
(٥) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس : (١٩٨).
(٦) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس : (١٩٧).
(٧) انظر : الإيضاح : (٣٢٠).
(٨) انظر : الإيضاح : (٣٢١).