٧ ـ و (مُسْتَطِيراً) أي : فاشيا (١).
١٠ ـ و (عَبُوساً) أي : تعبس فيه الوجوه (٢).
و (قَمْطَرِيراً) أي : صعبا شديدا ، فيقال للمعبس الوجه قمطرير وقمطار أيضا (٣).
١٣ ـ و (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) الزمهرير : البرد الشديد (٩٤ ظ) الذي يحرق كما تحرق النار (٤) وحكى بعضهم أن ذكر الشمس هنا كناية عن شدة الحر ، لأنه يوجد في الدنيا معها ، ومنه قوله تعالى : (كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) [المائدة : ٧٥] جعل أكل الطعام كناية عن التغوط ، لأنه سببه ، وقال بعض السلف (٥) : أراد بشدة الحر والبرد ههنا نفخ جهنم ، كما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اشتكت النار إلى ربها ، فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها في كل عام بنفسين : نفس في الشتاء ونفس في الصيف».
وقد قيل : إن الزمهرير اسم القمر بالنبطية ، وقيل : هي لغة حميرية وإن قوله : (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) هو كناية عن الفناء ، لأن الفناء لا يوجد إلا مع تعاقب الشمس والقمر ، واختلاف ليلهما ونهارهما ، وفي حسابهما علامة على انقضاء الآجال ، ونفاد الأعمار ، فوصف تعالى حالهم في المياه الباقية في الجنة ، أنهم لا يرون فيها فناء ، وكنى عن الفناء بالشمس والقمر لما تقدم آنفا ، وهذا قول يحسن إذا صح أن الزمهرير اسم للقمر ، وما بدأنا به في التأويل أشهر.
١٤ ـ و (وَذُلِّلَتْ) أي : أدنيت ، وقد يكون التذليل أيضا : تسوية العذوق (٦).
__________________
(١) انظر : مجاز القرآن : (٢ / ٢٧٩) وتفسير الغريب : (٥٠٢).
(٢) انظر : تفسير الغريب : (٥٠٢) ومعاني القرآن وإعرابه : (٥ / ٢٥٩).
(٣) انظر : تفسير الغريب : (٥٠٢).
(٤) انظر : تفسير الطبري : (٢٩ / ٢١٤).
(٥) انظر : تفسير الطبري : (١٩ / ١٣٧٨).
(٦) انظر : معاني القرآن للفراء : (٣ / ٢١٧).