أبى جعفر عليهالسلام وقيل بكّة موضع البيت والمطاف ومكة اسم البلد ، ونقله في مجمع البيان (١) عن الأكثر ، واشتقاقها من بكّة إذا زحمه ودفعه لأنّهم يتباكون فيها أى يزدحمون في الطواف وقيل لأنّها تبكّ أعناق الجبابرة أى تدقّها لم يقصدها جبار بسوء إلّا اندقّت عنقه (٢).
أمّا مكة فاشتقاقها من امتكّ الفصيل ضرع أمّه إذا امتصّ ما فيه واستقصى فسميّت بذلك لأنّها تجذب النّاس من كلّ جانب وقطر أو لقلة مائها كأنّ أرضها امتصّت ماءها.
(مُبارَكاً) كثير الخير والبركة والنفع لمن حجّة أو عمرة أو اعتكف عنده أو طاف حوله لما فيه من الثّواب العظيم المضاعف وتكفير الذّنوب (٣) وهو حال من المستكنّ في الظرف.
(وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) دلالة لهم على الله سبحانه بإهلاكه كلّ من قصده من الجبابرة كأصحاب الفيل وغيرهم ، وباجتماع الظبي في حرمة مع الكلب والذئب ولا ينفر عنه كما ينفر في غيره من المواضع وباستيناس الطيور فيه بالنّاس وباستشفاء المريض به (٤).
وبأنّه لا يعلوه طير إعظاما له إلى غير ذلك من الدلالات أو أنّهم يهتدون به لأنّه قبلتهم ومتعبّدهم.
(فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ) دلالات واضحات والجملة مفسّرة للهدي على الوجه الأوّل ويحتمل أن يكون حالا اخرى.
__________________
(١) راجع ج ١ ص ٤٧٧.
(٢) زاد في سن وعش وهامش قض :
وفي الموثق عن ابى جعفر عليهالسلام : كانت تسمى بكة لأنها تبك أعناق الباغين إذا بغوا فيها.
(٣) زاد في سن وعش : وتوسيع الرزق ، وقيل لثبوت العبادة فيه دائما حتى قيل : ان الطواف به لا ينقطع أبدا وحمله على الأعم أولى.
(٤) زاد في سن وعش وهامش قض : وانمحاق جمار الرمي مع كثرة الرماة ، فلو لا أنها برفع لاجتمع من الحجارة مثل الجبال.