أو وضع للعبادة ولم يكن قبله بيت يعبد الله فيه فقد روى أبو ذر (١) أنّه سئل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أوّل مسجد وضع للناس فقال المسجد الحرام ثمّ البيت المقدّس فسئل كم بينهما فقال : أربعون سنة.
أو أنّه : أوّل بالشّرف والرتبة لا بالزمان فقد روى (٢) عن علىّ أنّ رجلا قال له أهو : أوّل بيت؟ قال : لا ، قد كان قبله بيوت ولكنّه أوّل بيت وضع للنّاس مباركا فيه الهدى والرّحمة والبركة ، وأوّل من بناه إبراهيم عليهالسلام ثمّ بناه قوم من العرب من جرهم ثمّ هدم فبناه قريش.
(لَلَّذِي بِبَكَّةَ) للبيت الّذي ببكّة وهي لغة في مكّة علم للبلد الحرام كالنبيط والنميط في اسم موضع بالدهناء وأمثاله ممّا وقعت الباء موضع الميم لتقارب مخرجهما وقيل إنّ بكّة موضع المسجد ومكّة الحرم كله ويدخل فيه البيوت وهو المروي (٣) عن
__________________
(١) اخرج الحديث السيوطي في الدر المنثور ج ٢ ص ٥٢ عن ابن أبي شيبة واحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير والبيهقي في الشعب ورواه المحقق البلاغي قدسسره في آلاء الرحمن ج ١ ص ٣١٣.
وهو في البخاري كتاب الأنبياء ج ٧ ص ٢١٨ وص ٢٧٣ من فتح الباري وص ٢ ج ٥ من شرح النووي على صحيح مسلم وج ٢ ص ٣٢ من سنن النسائي وص ٢٤٨ من سنن ابن ماجة بالرقم ٧٥٣ وروى الحديث في المجمع أيضا ج ١ ص ٤٧٧.
(٢) رواه في البرهان ج ١ ص ٣٠١ بالرقم ٣٦ عن ابن شهرآشوب وأخرجه السيوطي في الدر المنثور عن ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق الشعبي عن على عليهالسلام وحكاه عنه في آلاء الرحمن ج ١ ص ٣١٣ ورواه الإمام الرازي ج ٨ ص ١٥٤ وفي الكشاف عند تفسير الآية ج ١ ص ٣٨٦ نشر دار الكتاب العربي ولم يتعرض ابن حجر لتخريجه ومضمون الحديث موجود في اخبار مكة للازرقى بوجه أبسط ج ١ ص ٦١ وص ٦٢ رواه عن على عليهالسلام.
(٣) رواه في المجمع ج ١ ص ٤٧٧ وانظر أيضا العياشي ج ١ ص ١٨٧ الرقم ٩٤ و ٩٦ والبرهان ج ١ ص ٣٠٠ والبحار ج ٢١ ص ١٨ وقلائد الدرر ج ٢ ص ٥ وروى قريبا منه أيضا في العلل عن ابى عبد الله عليهالسلام انظر البرهان ج ١ ص ٢٩٩ الرقم ١٢ ونور الثقلين ج ١ ص ٣٠٤ الرقم ٢٥٣.