فقال : ابنوا لي في الأرض بيتا على مثال البيت المعمور وأمر الله تعالى من في الأرض أن يطّوّفوا كما يطّوّف أهل السّماء بالبيت المعمور.
وروى الكليني (١) عن أبى حسان عن أبى جعفر عليهالسلام قال لما أراد الله عزوجل أن يخلق الأرض أمر الرّياح فضرب متن الماء حتّى صار موجا ثمّ أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ثمّ جعله جبلا من زبد ثمّ دحى الأرض من تحته وهو قول الله عزوجل (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً) ورواه أيضا سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليهالسلام ونحوها من الأخبار الواردة في ذلك.
__________________
ـ وحسين بن عبد الله بإسلامه في كتابه تاريخ الكعبة ص ٤٠.
ثم الضراح على ما في اللسان بالضم وبالضاد بيت في السماء حيال الكعبة وهو البيت المعمور من المضارحة بمعنى المقابلة والمضارعة قال ابن الأثير ومن نقله بالصاد فقد صحف وقال ياقوت أصله الشق قال منه الضريح ثم استشهد ببيت ابى العلاء المعرى :
لقد بلغ الضراح وساكنيه |
|
ثناك وزار من سكن الضريحا |
حيث جمع بين الضراح والضريح ارادة التجنيس والطباق انظر معجم البلدان ج ٣ ص ٤٥٤ ط بيروت (الضراح).
(١) انظر الكافي ج ١ ص ٢١٦ ورواه في الفقيه أيضا ج ٢ ص ١٥٤ بالرقم ٦٧٠ مع تفاوت يسير في اللفظ ثم الأخبار الدالة على دحو الأرض من موضع الكعبة كثيرة ، انظر الكافي ج ١ ص ٢١٦ والفقيه ج ٢ ص ١٥٦ والعياشي ج ١ ص ١٨٦ أو البرهان ج ١ ص ٢٩٨ ونور الثقلين ج ١ ص ٣٠٣ والوسائل الباب ١٨ من أبواب مقدمات الطواف ص ٢٩٧ و ٢٩٨.
ومن كتب أهل السنة الدر المنثور ج ١ من ص ١٢٥ الى ص ١٢٧ وج ٢ ص ٥٢ والطبري ج ٤ ص ٨ واخبار مكة للازرقى ج ١ ص ٣١.
واستدل العلامة الشهرستاني قدسسره بهذه الاخبار على حركة الأرض انظر الهيئة والإسلام من ص ٧٨ الى ص ٩٩ مستمدا من كلمات أهل اللغة ان الدحو بمعنى الدحرجة.