الواضح ، ولدلالته على الاستغناء الكامل ، وهو أدلّ على عظم السخط.
وقد ورد في الأخبار ما يدلّ على الذمّ الفاحش لمن ترك الحجّ ولم يبادر إلى فعله بعد وجوبه :
روى محمّد بن الفضيل (١) عن الكاظم عليهالسلام في قوله تعالى (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) (٢) أنّهم الّذين يتمادون بحجّ الإسلام ويسوّفونه ، وروى معاوية بن عمّار (٣) عن الصادق عليهالسلام في قوله (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (٤) المراد من تحتّم عليه الحجّ ولم يحجّ أي أعمى عن طريق الخير ، ونحوها من الأخبار ، وكفى بتركه ذمّا أن جعل كفرا مع أنّ مقرّ الكافرين النار.
__________________
(١) رواه في نور الثقلين ج ٣ ص ٣١١ بالرقم ٢٤٧ عن غوالي اللآلي ورواه في قلائد الدرر ج ٢ ص ١٢ وكنز العرفان ج ١ ص ٢٦٧.
(٢) الكهف : ١٠٤.
(٣) التهذيب ج ٥ ص ١٨ الرقم ٥٣ والفقيه ج ٢ ص ٢٧٣ الرقم ١٣٣٢ ولفظ الفقيه عن طريق الخير ولفظ التهذيب عن طريق الجنة ونقل في المنتقى ج ٢ ص ٢٩٠ لفظ الفقيه عن الخير ولفظ الشيخ عن طريق الحق وعلى اى فالسند في التهذيب موسى بن القاسم عن معاوية بن عمار.
قال في المنتقى : وما أورده الشيخ من الأستاد منقطع لان موسى بن القاسم لا يروى عن معاوية بن عمار بغير واسطة وان اتفق له تركها في غير هذا السند أيضا فإن الممارسة تطلع على انه من جملة الاغلاط الكثيرة الواقعة في خصوص روايته عن موسى بن القاسم كما نبهنا عليه في مقدمة الكتاب وبينا سببه ثم ان في جملة من يتوسط بين موسى ومعاوية من هو مجهول الاعتقاد انتهى ما في المنتقى.
وترى الحديث في الوافي الجزء الثامن ص ٤٨ وفي الوسائل الباب ٦ من أبواب وجوب الحج وشرائطه الحديث ٢ ج ٢ ص ١٣٨ ط الأميري.
(٤) أسرى : ٧٢.